-A +A
علي محمد الرابغي
اعادتني احداث يوم الاربعاء الماضي (اربعاء رابغ واهلها) الى الماضي البعيد في اول سني حياتي وزمرة اندادي.. حيث كنا نعيش البساطة في اسمى صورها.. كنا نفرح ونبتهج عندما يشع نور سيارة قادمة فترتفع اصواتنا (جات جات).. كانت رابغ انذاك تكتسي فى الغالب بساطا سندسيا اخضر تأتي مع زخات المطر المتوالية.. وكانت السيول تأتي في كل عام مرتين وعلى سبع مرات كانت تروي الارض واهلها ثم تتجه الى البحر ويختلط الطمي البني بماء البحر لتجد الاسماك رزقها.. استدعيت هذه الصور في يوم من ايام رابغ التاريخية التي شهدنا فيها نقلة حضارية موضوعية متقدمة وكان احتفالها الذي شهده امير المنطقة بتخرج دفعتين من كلية الطب برابغ.. اذ سجلت ريادة اكاديمية وبحثية في مناهجها واخذت برامجها وفق نظام تطبيقي تكاملي.. وفي مفهوم حضاري راق تعزز الكلية دورها في خدمة المجتمع وابناء المحافظة.. اذ اخذت على عاتقها الاسهام في اشاعة التوعية والتثقيف الصحي تشاركها في ذلك مراكز الرعاية الصحية الاولية.. ورغم حداثة سن الكلية الا انها استطاعت ان تشارك في جدية وفعالية في المؤتمر العلمي التاسع لطلاب الطب في دول مجلس التعاون الخليجي.. وفي سياق التمازج والالتقاء مع انشطة سياسة الدولة للتنمية المستدامة اخذت الكلية تنظم انشطة اجتماعية متنوعة لخدمة الطلاب والطالبات وتتعدى الى ابناء المحافظة.. فلقد امتازت كلية الطب برابغ بأنها استحدثت اقساما علمية متخصصة ونجحت في تأسيس بنية تحتية تجاري احدث التقنيات في المجال الطبي.. وللاستفادة من الخبرات الدولية في مجال الطب فقد توافد على زيارتها عدد من العلماء والمتخصصين والاطباء العالميين لالقاء محاضراتهم بالكلية اسهاما في تنمية مهارات الطلاب العلمية والعملية.. واخذت الكلية تشارك في الفعاليات والايام العالمية بحملات وانشطة ومحاضرات توعية تاكيدا لحضورها المحلي والدولي وتفاعلها مع الاحداث الطبية والايام العالمية.. لتحتل مكانة علمية مرموقة وبارزة.
جامعة رابغ متميزة :
اضاف امير المنطقة الى لمحاته الكريمة واقترح بأن تتحول الكليات برابغ من فروع لجامعة الملك عبدالعزيز لتكون جامعة رابغ وهو عندما يعد فإنه يعني ما يقول.. واعود لملامح وقسمات الصورة التي قدمت لها في البداية واذكر قول الشاعر الحسن يظهر حسنه الضد.. يصدق هذا القول عندما ينطلق الافق امام ناظريه ويشهد التوسعة الجديدة لسكن الطالبات وللكليات التي اصبحت تعانق البحر ونسماته التي تحمل اليود ليستنشقها الطلبة والطالبات.. ويحتضن البحر اسرار وهواجس وطروحات المجتمع الاكاديمي.. ولعل زرقة البحر وهواء البحر يكون مصدر حيوية ونشاط ويضيف الجو الصحي النقي للدراسة الجامعية ويسمح لمزيد من الفرص لطالبي التفوق والتميز.

المستشفى الجامعي :
لعله يمسح ادران المستشفى القائم الذي تكاد افئدة اهالي رابغ ومن حولها تنفطر ألما وحزنا على وضع مستشفى رابغ الذي يكاد يلفظ انفاسه.. فقد افتقر الى كثير من المقومات التي يحتاجها اي مستشفى.. وضجت الناس كثيرا من معاناتهم الشديدة والتي اخذ معها المسؤولون بمستشفى رابغ وبدون اي هوادة يحولون المرضى الى مستشفى الملك فهد بجدة.. حتى وصل الاحساس عند المواطنين بفقدان الثقة.. وهي الطاغية.. ولعل يوم الاربعاء الماضى ومن تباشيره التي افصح عنها سمو امير المنطقة عندما وضع بيمينه حجر الاساس للمستشفى الجامعي.. الذي ياتي بشارة لكل مواطن ومواطنة من رابغ.
ان مستشفى رابغ الجامعي سيكون بطاقة 800 سرير وعلى مستوى راق لعله يسهم في رفع المعاناة عن مواطني رابغ.. ستظل رابغ تذكر يوم الاربعاء وستحتفظ ذاكرة الاحداث الكبيرة بهذا الحدث النوعي المتقدم.. وفي انتظار اربعاء قادم.. تشكر رابغ اميرها امير المنطقة وجامعة الملك عبدالعزيز ومديرها ولكل القياديين والعاملين تلك الهمة والحيوية.. ولعلها تفرخ مشاريع اكثر واكثر في شتى محافظات المنطقة. وحسبي الله ونعم الوكيل.