-A +A
بشرى فيصل السباعي
شاهدت فيلما وثائقيا صادما لأقصى الحدود عن انتشار تجارة وتعاطي المخدرات وسائر الموبقات في إحدى الدول الإسلامية وعلى رأسها جرائم الاعتداء على الاطفال وتحديدا اطفال الشوارع الذين يزيد عددهم هناك على مليون ونصف المليون طفل مشرد يعيشون بشكل دائم في الشوارع، وحسب احصائية ان تسعة من كل عشرة اطفال ممن يعيشون بالشوارع تعرضوا وما زالوا يتعرضون للاعتداء المتكرر بل واليومي، وعندما سأل معدو الفيلم الوثائقي المسؤولين السياسيين ومسؤولي الشرطة والأمن عن سبب عدم قيامهم بمكافحة هذه الجرائم واصحابها خاصة ان بؤرها معروفة ومكشوفة ولا تخفى على أحد، كان جوابهم الواقعي والمنطقي أنهم مستنفدون بالكامل بجهود محاربة الارهاب ومنع الانفجارات اليومية في المساجد والمدارس والاسواق والشوارع فوق كونهم مشغولين بحماية منسوبي الجهات الامنية وعائلاتهم لأنهم يتعرضون بشكل يومي لمحاولات الاغتيال وتفجير مساكنهم بمن فيها من عوائل ونساء واطفال، وهكذا أجبر الارهاب رجال الامن على التحول من مهمة حماية الناس من المجرمين إلى حماية انفسهم وعوائلهم من الارهاب وهذا اتاح الفرصة لأرباب الاجرام والموبقات بكل انواعها لكي يتوسعوا وبفجور مطلق في كل انواع النشاطات والاعمال الاجرامية والفاحشة، كما ان انصراف موارد الدولة خاصة ان كانت بالأصل فقيرة وضعيفة الموارد من الرعاية الاجتماعية والرفاه العام الى محاربة الارهاب تسبب بفاجعة وجود أكثر من مليون ونصف المليون طفل مشرد بالشوارع يتعرضون بشكل يومي لأفظع انواع الاغتصاب والعنف وغالبهم مدمنون على المخدرات، لأن الارهاب ادى لعزوف المستثمرين الاجانب عن الاستثمار والسياحة هناك، وأيضا ادى الارهاب لخروج رأس المال المحلي الى دول اجنبية مستقرة وهذا ادى لكساد اقتصادي وبطالة وافقار للشعب ودائما الفقر يولد حزمة من الظواهر السلبية كالإدمان للهروب من الواقع والدعارة ومواليدها الذين يصبحون لقطاء ومشردين، والعنف الاسري الذي يؤدي لهرب الاطفال من البيت، والتخلي الاسري، وموت الوالدين بأمراض بسيطة لعدم توفر العلاج، ومئات الاطفال يتيتمون يوميا بمقتل الوالدين بالعمليات الارهابية واقاربهم أفقر من ان يمكنهم كفالتهم ولا موارد كافية لدى الدولة لفتح ملاجئ لهم، فمواردها موجهة لمحاربة الارهاب، ففي تلك البلاد حرب مستمرة يخوضها الجيش في منطقة القبائل ضد الجماعات الارهابية، واجهزة الامن والشرطة تخوض حربا يومية في المدن ضد الارهابيين.