-A +A
ماجد قاروب
تشير التقديرات إلى أن حجم استثمارات الشركات العائلية لدول مجلس التعاون الخليجي وصل إلى 850 مليار دولار امريكي أو 70% من اقتصاديات دول الخليج وفي ذات الوقت فإن عدد العاملين المنتسبين إليها يصل إلى قرابة 80% من حجم القوى العاملة في هذه الدول وبالتالي لا نستطيع التشكيك في أن الشركات العائلية من أهم أدوات وأركان الاقتصاد في دول الخليج. وهو ما يجعلها محور مركز لعملية النمو الاقتصادي ويسعدني وبكل فخر أن أؤكد على أن العائلة ما زالت هي عصب الحياة والمحرك الأول في دولنا.
انعقد الشهر الفائت ملتقى الشركات العائلية الخليجية برعاية وزير الاقتصاد الإماراتي معالي المهندس سلطان المنصوري في مدينة دبي ولا يسعني إلا أن اشكر الكوكبة المتميزة من الخبراء والمختصين الذين قاموا باستعراض العديد من المحاضرات عن عملية تعاقب الأجيال، والتحديات والمخاطر التي تواجه الشركات العائلية، والحلول الكفيلة بمواجهة تلك التحديات والمخاطر، وحوكمة الشركات العائلية الخليجية، وكيفية إدارة الثروات العائلية من خلال الكيانات القانونية النظامية الصحيحة.
أتفق مع الوكيل المساعد لقطاع الشركات وحماية المستهلك الأستاذ حميد المهيري في كلمته الافتتاحية عندما ذكر أن الشركات العائلية ليست ملكا للمؤسس كما اعتدنا انما هي ملك للاقتصاد وبالتالي هي مملوكة من جميع الناس وأي تأثير على هذه الشركات يؤثر علينا جميعا.
تشكل الشركات العائلية سمة من سمات الشركات العاملة بالدولة وتحتل مكانة متميزة من خلال مساهمتها في استراتيجية التنمية في دول الخليج ولا ننكر أهمية الدور الذي تلعبه في مسيرة تطور الاقتصاد الوطني ونعني بذلك أهمية استمرارها على النحو المطلوب بما يضمن لها عملية التوسع الاستثماري خارج الحدود وبشكل آمن يضمن لها تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
وذلك يكون بتعزيز وتطوير البيئة التشريعية التي تسهم في تطوير مختلف الشركات في قطاعات الدولة وهو ما أوصى الملتقى به ضرورة تطبيق الإجراءات النظامية الصحيحة والمتابعة المستمرة من الجهات المعنية مثل وزارة التجارة والصناعة عبر إدارة الشركات، وهيئة السوق المالية، ومؤسسة النقد، والتأكد من استيفاء الشركات لمتطلباتها الأساسية وصحة تأسيسها وإداراتها وسير نشاطها المرخص لها وسوف نصل إلى هذه المرحلة بتفهم الجيل المؤسس للمتغيرات المتسارعة داخليا ودوليا لعجلة الاقتصاد والتقنيات التي أدخلت في مجال الإدارة والمتابعة والإنتاج، وبتشجيع ابناء وأحفاد الجيل المؤسس وتوجيههم نحو التخصصات المناسبة لتنعكس بالإيجاب على إدارة وتنمية الشركات على الوجه الصحيح والعلمي.
سعدت بتوافد الحضور من الدول الخليجية والعربية ومشاركتهم في تناول الواقع وطرح الحلول واعتقد أن مستقبلا زاخرا ينتظر ملاك الشركات العائلية بقيادة جيل متعلم ومتثقف يجمع بين الاستفادة من خبرة المؤسسين وتسهيلات التقنية الحديثة تكفل بقاء واستمرار الشركات العائلية.

للتواصل أرسل sms إلى 88548
الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303
زين تبدأ بالرمز 136 مسافة ثم الرسالة