-A +A
علي محمد الرابغي
استفاق اهل الطائف على زعلة صالح الشيحي.. احد كتاب الوطن الذي امتاز بالجرأة والشفافية وبقدر من الوضوح.. ولكن اهل الطائف وقد لمز من قناتهم وأخذ يدندن على وتر الجريمة والشذوذ الذي كثيرا ما يجنح الى الجريمة واسالة الدماء.. ومع ان لا احد ينكر هذه الظاهرة المرضية ولكن الطائف الجمالي وقاموسه العريق يختزن في ذاكرة التاريخ وذاكرة كل الذين عاشوا في الطائف انبثاقاتهم.. وروت ينابيع الابداع والجمال في الطائف ملكاتهم وفجرت فيهم دواعي الحس والابداع.. لا تعني هذه الظاهرة السيئة انها عينة تشمل اهل الطائف.. بل ان اهل الطائف اسمى واكبر قدرا وهامات طويلة.. ان الطائف المأنوس كما كان يقال لا توافيه كلمة الزومال او ما يسمى بالمزمار.. وانما نسج الابداع وتفتقت القرائح عن اوصاف تمجد هذه المدينة وترتقى بشأنها.. ولقد ابدع الشاعر عبدالله الفيصل والشاعر سعيد الهندي ومسلم البرازي وشعراء الطائف بل وشعراء مكة ومن شتى المدن التي عاشت تحت مظلة اجواء الطائف وروعتها وينابيعها ووديانها التي كانت مرتع انس وجمالية لكل زوار الطائف (وللبشك).. وكان الطرب والالعاب في حواري الطائف تجمع كبار رجال الفن كحسن جاوا وحسن لبني وطارق عبدالحكيم ومعتوق ولد العامية وطلال مداح واحمد بن ردهان وعبدالله محمد وعبدالله مرشدي وكثيرين.. وقد حاولت عسف الذاكرة لأجد بعض الاسماء ولكن السنين اناخت على كاهلي فغاب عن ذهني بعض الاسماء.. وكان الطائف وصيفه كرنفالا سنويا تنتشر الالعاب الشعبية في شتى انحاء الطائف والطرب والمجرور والقصيد والسامري والعرضة وخطوة عسير حيث تتجلى براعة الفن في تصوير مدى الفرحة والتعبير عنها باسلوب عفوي ولكنه يتل الحاضرين من الاعماق.. ولعل من ابرز اولئك الشريف سرور احد اساطين المجرور.. وكان الطائف يضج بالحركات الابداعية التي تذهب بالانسان بعيدا في سماوات من الاحساس بالروعة الجمالية.. ومع ذلك لم نشهد اي حادثة خارجة عن القانون وعن النص.. بل كان الجميع يعيشون في اجواء حميمية يشاطر البعض البعض اجواء الفرحة والتجليات.. وهم اضمومة ورد مختلطة من الشرقية الى الوسطى الى الجنوبية ومن المدينة وجدة وبالطبع مكة التي هي اقرب ما تكون الى الطائف.. فضلا عن سوق عكاظ الذي نجح سمو الأمير خالد الفيصل في ان يجعله مهرجانا احتفاليا في كل عام تتسابق فيه القدرات الابداعية واصبح موسما يشار اليه بالبنان ويستقطب فئات نخبوية ويوثر في مسار الحركة الفكرية والثقافية والابداعية.
وقد امتاز الطائف بمتنزهاته التي تبعث في النفس النشوة والشعور بالطمأنينة وبالراحة والانس.. كانت المثناة وكانت الردف وكانت القديرة وكانت شهار وغدير البنات ولية والقيم.. لية هذه التى كانت تشتهر بالرمان.. والقيم الذي كان يشتهر بالعنب ووادي محرم الذي كانت شهرته المشمش.. والهدا والشفا والوهط والوهيط كم شهدت هذه من اسرار انسانية لمشاعر انسانية معظمها يتسم بلقاء الاحبة.. الحب الذي كثيرا ما ينتهي الى تأسيس اسرة جديدة تحتفظ للطائف بأن رعى هذه العاطفة واحتواها حتى اثمرت اسرة جديدة.. وللحديث بقية. وحسبى الله ونعم الوكيل.