-A +A
علي محمد الرابغي
شهد الاسبوع الماضي انبثاقة جديدة في عمر وتاريخ هذا البلد.. الذي شهد منذ فجر التاريخ انبثاقات تلألأت في سماء الكون.. واحدثت تموجات فكرية وعقائدية حملها الانسان وفاضت على الكرة الارضية.. مبشرة بالرسالة السماوية رسالة خاتم الانبياء محمد بن عبدالله.. صلى الله عليه وسلم.. الرجل الامي الذى تحدى فيه الرب العظيم الكون بآيات الاعجاز والابداع.. وبالامس وعلى وجه التحديد الاسبوع الماضي فجر الملك المثقف انبثاقات جديدة استدعى فيها تلك الصور المشرقة لتلك الايام الخالدة.. وتجلى في اريحية صادقة كان فيها امينا مع نفسه وصادقا مع جمهوره ومواطنيه.

رحم الله امرأ اهدى إلى عيوبي:
تلك عبارة انطلقت من فم رجل التاريخ سيدنا عمر بن الخطاب امير المؤمنين الذي شكل ومعه الخلفاء الراشدون اولئك الافذاذ الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. وكان ان انفتح الكون بأسره امامهم.. واليوم يعيد سلمان رجل الثقافة الاول الى الاذهان تلك الامجاد.. وكأنه يعد بأنه متضامن مع رجال الفكر والثقافة والاعلام.. رجال الكلمة الصادقة الواعية المستوعبة لامانة رسالة هذه الدولة التي رفعت شعار التوحيد واستماتت دونه.. فكان ان مهد لها الطريق بتوفيق من الله وبمساهمات من ابناء هذا الوطن الصادق الذي قدر هبة السماء بان اختارته مرتعا للرسالة العظيمة ومهدا لميلاد نبيه الذي اثرى الكون بوثبة حضارية عريقة اشتعل فيها الكون بضياءات كان مصدرها الكلمة الصادقة الامينة.. وبالامس ومن جديد انطلق امين هذه الامة ورائدها ليعزز الثقة في الكلمة ومن يحملها.. ويلقي على عاتقهم امانة هذه الرسالة ويعتبرهم شركاء متضامنين في اثراء المسؤولية وتحصين الوطن من الاخطار التي تحدق به.. لان الثقافة متعددة الجوانب هي الامن وهي القانون وهي قبول الاخر.. حتى القيادة الامنة ثقافة.. وكأني بسلمان العزيز ابن عبدالعزيز يجعل من الثقافة بنية تحتية او فوقية ويعتبرها كائنا حيا ينبض فينا كي نكون مواطنين صالحين امناء على مصلحة الوطن شرفاء بما تعني الكلمة من معنى.
ويقيني ان ذلك يصدر عن اريحية كريمة لا يشوبها زيف ولا تصنع وانما يصدر عن انسان ارتقت به انسانيته وامانته التاريخية الى هذا المستوى الرفيع.. فكان كلامه ترجمة لما ينفعل في داخله.. والامة الواعية هي التي تحتضن مثقفيها.. تركن اليهم لاشاعة الكلمة الصادقة المسؤولة التي تسهم في نشر الوعي واسراء الرأى الحر المستنير الذي من شأنه ان يرصد الحياة اليومية وبشكل عام يتتبع خطوات الفعل والعمل لاجهزة الدولة التنموية وللقطاع الخاص.. ويهمي بكل الاراء التي من شأنها ان تكون تقويما وهداية لترسم الطريق الصحيح الذي يصل بنا ومعه الى مدارج الترقي والتقدم.


معنى الثقافة:
ولعل المصطلح الذي توافق عليه رجال الفكر للثقافة..
الثقافة هي جهاز فعال ينتقل بالإنسان إلى وضع أفضل، وضع يواكب المشاكل والطروح الخاصة التي تواجه الإنسان في هذا المجتمع أو ذاك في بيئته وفي سياق تلبيته لحاجاته الأساسية.
من هنا نجد اهمية الكلمة ومصداقيتها في المساهمة في عملية البناء والحضارة.. شكرا لسلمان المثقف ودعوة حارة صادقة لكل من يتعاطى الكلمة ان يكون ملبيا صادقا مع مضامينها.. وان نقف جميعا وقفة رجل واحد في وجه من يخالف ذلك.. خاصة من العابثين من الطحالب البشرية في تويتر والفيسبوك وغيره.. وحسبي الله ونعم الوكيل.