-A +A
أحمد عجب
تداول الناس قبل فترة، إرشادات أمنية، قد تساعد في التعرف على الانتحاري قبل تنفيذه العملية الإجرامية، مرتكزين في ذلك، على دراسة قدمها أحد الباحثين في شؤون الجماعات الإرهابية، أحصى من خلالها «10» علامات تنطبق على كل انتحاري يقدم على تنفيذ عملية إرهابية ومنها: ملابس غير ملائمة، توتر وقلق وعرق شديد، النظر باتجاه الهدف، تجاهل النداء مهما وجه له، حلق اللحية قبل العملية، روائح كالمسك، موضحا بأن التصرف الواجب اتخاذه حينها ينحصر في: إبلاغ الأمن، تحذير الآخرين، الابتعاد بسرعة والاختباء خلف ساتر.
هذه الجملة الأخيرة، بما فيها من تفاصيل مثيرة، كفيلة بمعرفة النتيجة، ولن يجد خيالك الخصب أي صعوبة في إكمال أحداث المشهد الدرامي المتوقع، دوي انفجار، سقف يتهاوى، أشلاء تتناثر، هلع وصرخات استغاثة، تقديرات أولية لعدد الضحايا والمصابين، وللتأكيد على ذلك، فإن بعض الناجين من الحوادث الإرهابية السابقة، ذكروا بأنهم شاهدوا المنفذ ولكن التفسير الحقيقي لهيئته وتصرفاته الغريبة لم يتضح لهم إلا بعد وقوع الكارثة، وهذا الأمر له ما يبرره كون الجريمة في مرحلتها الأخيرة ومن الصعب حينها الجمع بين الاستنتاج والتثبت وأخذ التدابير اللازمة لمنع وقوعها.

ساعتها تنحصر الإجراءات في ملاحقة الجناة وتتبعهم، وهو ما تنجح فيه دائما الأجهزة الأمنية بكل بسالة وشجاعة، ولكن الحاجة الآن أصبحت ملحة للغاية، إلى تضافر جهودنا جميعا للقضاء على هذه الجماعات المتطرفة والعمل على إخماد مخططاتهم الشيطانة وهي لاتزال في مخابئها، وقد لمسنا النتائج المذهلة التي تحققت جراء إبلاغ ذلك الأب عن ابنيه، وما أسفر عنه من ضبط لعدد من الخلايا والمخططات الإرهابية، وهو ما يعد أبلغ رد لكل من يحاول استغفالنا أو الاستخفاف بعقولنا، حين يدعي بأنه لم يلمس من قبل أي تحول في تصرفات ابنه الهالك !!.
لا بد لنا أيضا من بحث إمكانية تعديل المناهج الدراسية، ومنتجة تلك المسلسلات التاريخية التي لاتزال تعرض علينا مع أن الكثير من أحداثها تتلاقى بشكل أو بآخر مع ذلك الفكر الضال الذي يقصي الآخر وينكر أحقيته في الحياة، كذلك لا بد لنا من إيجاد حلول تقنية متقدمة تقيد من الحرية الهمجية لمواقع التواصل الاجتماعي، ولا بد لنا أيضا من قراءة البحوث والكتب التي قام بتأليفها منظرو المنهج التكفيري فحجبها اليوم مع وجود الانترنت لم يعد مجديا ولهذا يفترض تكليف هيئة من كبار العلماء لدراستها والرد على الأحكام والاستدلالات الواردة فيها.
وأخيرا، يجب العودة إلى أصحاب الأفكار المضللة الذين عرفوا مع بداية ظهور تنظيم (داعش) بتنبؤهم بعودة زمن ما يسمى الخلافة وحثهم على الجهاد، قبل أن يختفوا من المشهد، فلم نعد نسمع منهم لا تأييدا ولا استنكارا، يجب إحصاء العلامات التي تنطبق على كل محرض منهم.. ومنها : يرتدي عباءة العابد، يجيد فن الخطابة، مولع بتويتر وفيس بوك، ينظر دائما إلى الأعلى، يستجيب للنداء الموجه له ويغير مواقفه فورا، مع ضرورة الإيضاح بأن التصرف الواجب اتخاذه هنا هو عدم التأثر بهم وإسقاط تلك الهالة العظيمة التي صنعوها لأنفسهم..