-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
يبدو إن مستشفياتنا أصبحت في وضع لا تحسد عليه، فدخولها أصبح لبعض الناس أمرا مرعبا، وهو واقع فرض علينا من قبل بعض المستشفيات المهملة سواء حكومية أو أهلية، فالأخطاء الطبية أسألوا عنها الوزارة الموقرة، فلا يوجد عائلة أو بيت تقريبا إلا وقد مرت بهذه المحنة، فالمستشفيات لم تستطع القضاء على أمراض انتشرت بيننا منذ ثلاث سنوات، كمرض «الكورونا» الذي لا يمر يوم إلا وأعلن من قبل وزارة الصحة عن وفاة.
واعتراف جديد صريح بمرض جديد من مدير مستشفى الملك فهد بجدة، الذي اعترف بانتقال عدوى مرض «الجرب» إلى بعض المنومين والكادر الطبي بالمستشفى، ويؤكد ذلك مدير الشؤون الصحية بجدة أيضا، فإذا كان المنومون قد أتوا بمرض آخر غير «الجرب» فالمستشفى يهديهم مرضا جديدا، كفانا الله وإياكم شره، وكما قيل في المثل «كأنك يا أبا زيد ما غزيت».

سؤالي، أين استعدادات المستشفيات واحتياطاتها لمثل هذه الأمراض واستخداماتها للأدوات الصحية المعقمة ومتابعة النظافة في مرافق المستشفيات والمراحيض، فوسائل مكافحة العدوى قد تكون معدومة، هذا ما يدل عليه تأكيد مدير المستشفى.
فمستشفياتنا ومستوصفاتنا سواء حكومية أو خاصة يجب أن تكون في مصاف المستشفيات المتقدمة عالميا، من حيث قوة الكوادر الطبية، علميا وفنيا وإكلينيكيا، فنحن لا نريد تكملة أعداد في مستشفياتنا سواء كانوا وطنيين أو غيرهم، فالمستشفيات مقر للاستشفاء وليس للعلل والمرض ومحطات تجارب لكل من هب ودب، فكم من طبيب قضى على مريضه بصرف دواء أو عملية أجراها، كما أن مستشفياتنا بحاجة إلى كوادر إدارية مدربة على إدارة المستشفيات فنيا وإداريا تخاف الله وتتابع بهمة ولا تجامل طبيبا أو رئيسا، فالدولة لم تبخل بتقديم الميزانيات الضخمة وجل إمكانياتها ولكنها تحتاج إلى ترجمة من العاملين فيها من أطباء ومسؤولين لتخدم المواطنين والمقيمين بإعطائهم حقوقهم الطبية كما ينبغي.
ندائي إلى وزير الصحة النشط إن لم تقض على الفساد في المستشفيات فسيقضي على جميع المرضى والداخلين إلى المستشفيات، وإلا كيف الأمراض تنتقل إلى الأصحاء؟
لي أحد الأقرباء أعرفه جيدا دخل المستشفى في آخر رمضان وعمره 24 سنة وهو في حالة صحية جيدة وأتى بقدميه لإجراء عملية «الركبة» وساعتان وخرج الطبيب ليعلن وفاته رحمه الله، هذه واحدة من عشرات الحالات. تأكدوا من أطبائكم واختبروهم وتأكدوا من شهاداتهم ومهاراتهم..