-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
جاء التقرير والتحقيق في جامعة تبوك محققا هدفا جليلا وفرحا للجامعة، والذي اعتبرته الجامعة انتصارا لها في قضية طالبة الطب وأخيها وقبولهما، والذي من خلاله أزهقت روح والدتهما وفارقت الحياة -رحمها الله- قهرا، وقد تقولون ما المشكلة؟
نعم الجامعة قبلت الطالبة وأخاها، والتقرير أو التحقيق جاء بأن الجامعة ليس لها أي ذنب في عدم قبولها في الطب، وهنا أقول ليست هذه القضية التي من أجلها يطلب التحقيق والوقوف على المشكلة، وإنما كان على لجنة التحقيق ألا يغفلوا كما برأوا ذمة الجامعة وأن يركزوا على السبب الذي من خلاله أثير هذا التحقيق، والذي شغل كثيرا من الكتاب والناس والمسؤولين، إنه وفاة الأم قهرا لعدم الاهتمام بمناداتها ومناشدتها مقابلة المسؤول التي طلبت مقابلته لكي يطمئنها ويشرح لها الأسباب، فلو حصل هذا لكان الوضع مع الأم قد تغير إلى شكل آخر واستقر حالها واطمأنت، ولكن جاءت مقابلتها ببرود وعدم مقابلتها المسؤول الذي تطلبه والتطنيش كما يحصل في بعض الجهات الحكومية.

فمن وجهة نظري أن موضوع الأم المتوفاة -رحمها الله- لم يأخذ حقه من التمحيص والتدقيق من قبل المحققين، فكان عليهم التركيز على المسؤول الذي لم يقابلها ويشرح لها خاصة أن زوجها وابنها معها، فمتى ما كان المسؤولون يحكمون ضمائرهم ولا ينظرون إلى وميض الكاميرات وتلميع الصحافة والإعلام، عليه سنصل إلى المسؤول الذي بالفعل يستحق الإشادة والإطراء بل مكافأته، فديننا يحثنا على إعطاء الحقوق والإخلاص في العمل وتقبل الآخرين والاهتمام بالإنسانيات.
لذا يجب وبدقة على من يتولى مسؤولية أن يراقب الله في السر والعلن، وحب الوطن وخدمته أجل وأشرف خدمة مع ضمير حي مخلص.
تذكرت في هذا الموقف قصة جميلة وهي تطبق لوزيرة في إحدى الدول الإسكندنافية قامت بتعبئة سيارة خزانها المملوكة لها ببنزين مدعوم سعره للسيارات الحكومية وعندما أنبها ضميرها، ولكي تكفر عن خطئها، قدمت استقالتها فورا وهي في ارتياح تام، فأين هذا عن الذين لا يؤدون أمانتهم من موظفين ومسؤولين ويحافظون عليها، وإذا عوقبوا أقاموا الدنيا وأقعدوها، وكأنهم حلال منزل لا يخطئون حتى وهم مهملون.