-A +A
«عكاظ» (جدة) @okaz_online
هل يتحرك الاتحاد الأوروبي لمعاقبة الدوحة والضرب على يدها بعد تورطها في دعم وتمويل الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، بدءا من تسليح مليشيات حزب الله الإرهابي، ودعم جماعة الإخوان المحظورة وجبهة النصرة، إلى ضلوعها في أنشطة إرهابية في مختلف قارات العالم، بما فيها أوروبا.

وكان برلمانيون أوروبيون طالبوا باتخاذ موقف صارم تجاه نظام الحمدين، خصوصا في أعقاب فضيحة دعمه وتسليحه حزب حسن نصرالله. وتعيد الخطوة للأذهان دعوات أطلقها الاتحاد الأوروبي برفض طلب للنظام القطري يصف فيه المقاطعة العربية له بالحصار، وطالب الاتحاد نظام الدوحة بضرورة الالتزام بجهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.


وكشفت منظمة حقوقية بريطانية في ديسمبر 2017 دعم قطر للإرهاب، عبر تمويل منظمات وجماعات إرهابية، واستضافة مطلوبين أمنيا، وتجنيسهم وإبرازهم إعلاميا، من خلال قناة الجزيرة، التي وصفها تقرير للمنظمة بمنبر للتحريض ونشر الكراهية.

ويحتوي الملف الأسود لنظام الحمدين على دفعه مبالغ مالية لوكالة علاقات عامة ألمانية لإخفاء قيام الدوحة بتمويل حزب الله بشكل سري ودفع رشاوى إلى عميل استخبارات سابق لإخفاء معلومات ملف تمويلها صفقات تسليح مليشيات نصرالله.

وكشفت صحيفة «جيروزالم بوست» أن السفير القطري لدى بلجيكا قدم رشوة لإخفاء معلومات تمويل الدوحة للمليشيا اللبنانية، وأتاحت معلومات العميل للنظام القطري اتخاذ الخطوات اللازمة للتغطية والتخلص من «المشبوهين بين صفوفهم»، ومن بينهم جنرال رفيع المستوى في الدوحة. ويعمل نظام الحمدين على دعم حزب الله تحت مظلة جمعيات خيرية، ومنها مؤسسة قطر الخيرية، وتم رصد مسارات تدفق للأموال من حسابات العديد من مليارديرات الدوحة إلى مهاجرين لبنانيين، تورطوا في تمرير الأموال من الدوحة إلى حزب الله الناشط في جرائم إرهابية على مستوى العالم، وشبكات غسل الأموال وبيع المسروقات والأسلحة.

وفي عام 2009، كشفت السلطات الأمريكية سلسلة من المخططات الإجرامية لحزب الله في الولايات المتحدة، بدءا بأجهزة الكمبيوتر المحمولة المسروقة، وجوازات السفر، وأجهزة الألعاب، إلى بيع العملة المسروقة والمزورة، وشراء الأسلحة، ومجموعة واسعة من أنواع الدعم المادي، كما لعب كبار مسؤولي حزب الله الإرهابي أدوارا عملية في تخطيط العديد من الجرائم وتنفيذها، وتصل العائدات التي يجمعها الحزب بشكل عام إلى نحو 20-30 مليون دولار، يجنيها سنويا عن طريق صناعة الاحتيال غير المشروعة في الولايات المتحدة وحدها. كما يسعى حزب الله في الفترة الحالية للاستفادة من خدمات الشبكات الإجرامية المنظمة لتسهيل دخوله في المشاريع الإجرامية واسعة النطاق كالاتجار في المخدرات.

ولم يخف النظام القطري دعمه لمليشيا حسن نصرالله تحت ستار ما أطلق عليه «اتفاق الدوحة»، الذي ولد بشكل مفاجئ، وموافقة حزب الله الذي حاول مع رصيفته الدوحة قطع جزء من الطريق على الجهود السعودية والخليجية. وسعت الدوحة للابتعاد عن الحضن الخليجي بالتقارب مع إيران والجماعات الإرهابية، وفي الوقت الذي كانت تتسابق فيه دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، لتقديم الدعم للدولة اللبنانية وتعزيزها، كان النظام القطري يقدم دعماً حصرياً لحزب الله، واستطال دعم القطريين للجماعات الإرهابية. وأخيرا كشف موقع إسباني علاقة الدوحة مع جبهة النصرة، وقدم وثائق تورطها في تمويل التنظيم الإرهابي لوجستيا وماليا، إذ يتولى الشيخ القطري خالد سليمان تمويل الجبهة الإرهابية بأكثر من مليون دولار شهريا. ويستعرض التقرير الإسباني الدور القطري المتعدد الأوجه في دعم الإرهاب، إذ ظلت مؤسسة قطر الخيرية في منطقة شمال مالي عندما كانت تسيطر عليها الجماعات الإسلامية. إلى جانب دورها في دعم وتمويل الجماعات المتطرفة والصراعات العرقية بين القبائل في دارفور السودانية، وتمويل جماعات متطرفة أخرى مثل المليشيات التي تقاتل في الحرب الليبية ودعم حركة الشباب، فرع القاعدة بالصومال.