-A +A
أحمد عجب
كنت إلى وقت قريب أستغرب من مضامين تلك الكتب الأدبية التي تحمل عناوين صادمة مثل (رسائل الحب والحرب) وأتساءل في نفسي بكل عفوية : هل كان يملك ذلك الكاتب وقتا ليحب ويهيم بمعشوقته تحت أزيـز الطائرات المقاتلة وبين أكوام الدمار وإلى جواره تتكدس جثث القتلى ومن حوله تفوح رائحة الموت التي تغطي المكان ؟!
منذ أسبوع فقط، تعرفت على الإجابة، بعد أن نفد صبر بلادنا الحبيبة، فبدأت حملتها العسكرية الموفقة (عاصفة الحزم) ضد عصابة الحوثيين التي انقلبت على الحكومة الشرعية باليمن، هذه الحرب، أظهرت منذ أيامها الأولى وجها مشرقا استرعى انتباه المواطنين وحاز على إعجاب وتأييد دول العالم المتحضر، لتفتح بذلك بلادنا الحبيبة صفحة جديدة من تاريخها المجيد وتمنح الفرصة لأبنائها ليسطروا فيها أجمل عبارات الحب والولاء والتضحية لتراب هذه الأرض المباركة.

من بين رسائل الحب التي أفرزتها (عاصفة الحزم) رسالة خطت بماء الذهب من قبل القيادة الحكيمة لبلادنا الحبيبة التي أكدت بجلاء من خلال تنسيقاتها وتحالفاتها السابقة للحرب أنها حريصة كل الحرص على أمن وسلامة المواطنين وأنها حريصة أكثر على أنفة وكبرياء السعودية التي لن ترضى الرضوخ وستقف بكل حزم وشموخ متى اقتضى الموقف ذلك، من بين رسائل الحب والحزم أيضا، هذا التأييد المنقطع النظير للحملة، التي أظهرها أبناء هذه البلاد الطاهرة على اختلاف توجهاتهم.
هناك رسالة حب أخرى، أظهرها ذلك المستثمر حين أعفى الجنود المتواجدين بالجبهة وعلى الشريط الحدودي من سداد إيجار مساكنهم لحين عودتهم من الحرب بالسلامة مهما بلغت المدة، وهناك رسالة حب مؤثرة للغاية سطرها ذلك الأب الحاني الذي يرتدي البدلة العسكرية ويطبع قبلة الوداع ـــ قبل توجهه لساحة المعركة ـــ على جبين ابنه المريض بالعناية المركزة (ربنا يشفيه)، وهناك رسالة حب خالصة لوجه الله سبحانه بعثت بها تلك الدولة الإسلامية لتشدد من خلالها بأنها لن تسمح وسترد بكل قوة على أي اعتداء يمس أمن وسلامة أرض الحرمين الشريفين.
بقيت هناك رسالة حب أخيرة وهي: شكرا لحكومتنا الرشيدة، وشكرا جزيلا لهذه الحرب التي أشعلت في صدورنا قناديل الحب واللحمة الوطنية، وبمشيئة الله سيكون النصر حليفنا، وسيعود جنودنا البواسل لأرض الوطن ولأحضان أبنائهم وأهلهم سالمين غانمين محملين بالأوسمة والنياشين..