-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
أصبح السلاح النووي لعبة، أجادت دول عديدة كالولايات المتحدة وإيران وإسرائيل ممارستها بمهارة، لتحقق مكاسب وإنجازات لصالحها، بحيث أصبحت هذه الدول تحديدا، المستفيد الأوحد على الساحة.
منذ سنوات، والساحة الدولية تشهد صراعا صوريا وشكليا بين الغرب بشكل عام، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، إضافة إلى إيران وإسرائيل، وتم توظيف المؤسسات والهيئات الدولية لإشعال هذا الصراع، بحيث بات المواطن الغربي يعتقد أن العالم قد أوشك على الفناء بسبب تفكير إيران في امتلاك السلاح النووي، مع أن إيران وأمريكا وإسرائيل حلفاء وقلبهم على قلوب بعض.

عقوبات دولية فرضت على إيران، بمباركة الأمم المتحدة، لوقف نشاطها النووي، منذ سنوات، ومع هذا لم تتوقف إيران عن السعي الدؤوب لامتلاك القدرات النووية – سلمية كانت أم غير ذلك – بل ولم تتأثر إيران بهذه العقوبات، الأمر الذي يشير إلى «تواطؤ» بين الغرب وإيران، ويشير أيضا إلى أن المسألة برمتها تأتي من قبيل «تخويف وترهيب» كل من تسول له نفسه بالسير على خطى إيران في هذا المجال، أكثر من التهديد الفعلي لهذه الدولة.
لقد خرجت علينا وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة لتبشر باتفاق دولي محتمل مع إيران حول ملفها النووي، وأن القضية في طريقها للحسم مع نهاية شهر مارس الحالي، حيث أصرت أمريكا على أن يقضي الاتفاق بعدم السماح لإيران بإنتاج «بلوتونيوم» يمكن استخدامه لأهداف عسكرية في مفاعل أراك «النووي» الذي لا يزال قيد الإنشاء، وكذلك عدم استخدام طهران مصنع «فوردو» لتخصيب اليورانيوم، ثم اقترحت أمريكا أن توقف إيران الإنتاج ولمدة عشر سنوات، رفضت إيران ثم موافقة، مناورة مكشوفة، ويذكرني هذا بحمار جحا بعد عشر سنوات (أما يموت الحمار أو يموت سائقه) وبين السنوات يلعب بالنار.
وفيما سبق تراجع ملحوظ في الموقف الأمريكي المتشدد تجاه أنشطة إيران النووية، ذلك الموقف الذي لمسناه خلال سنوات مضت، وهو ما يثير كثيرا من الشكوك لدينا.
فإيران تسعى لتهديد دول الخليج بكل السبل، ودورها غير خاف على أحد، وما اليمن عنا ببعيد، والتلويح بامتلاكها السلاح النووي، سيجعل دول الخليج تسعى بكل قواها ومواردها لتحقيق وامتلاك وسائل القوة، المتمثلة في الأسلحة المختلفة، التي تشتريها من الغرب.
إذن، هي لعبة، أبطالها لا يخفون نواياهم، لكننا نحن الذين نكتفي بمشاهدة «اللعبة»، دون أن نعي وندرك قواعدها.
فهل آن الأوان كي يطلق العرب صافراتهم، لإنهاء هذه المباراة، قبل أن نصل إلى «الوقت الضائع»؟!