-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
ما أكثر المفاهيم المغلوطة التى وقع فيها المسلمون لمعان كثيرة من قضايا دينهم، وما فيه من اصطلاحات، هي في الأصل لخدمة الإسلام والمسلمين!! فقد أساء المسلمون فهم «الشريعة»، وحصروها في قطع يد السارق، أو رجم الزاني، مع أن الشريعة هى الدين كله، ولا يحق لنا ان نؤمن ببعض الدين ونطالب بتطبيقه، ونتغاضى عن البعض الآخر.
وأساء المسلمون -كذلك- فهم «الجهاد»، وظنوا انه عدوان على الآمنين من البشر، بل وتمادوا في سوء فهمهم هذا، وعدوا من الجهاد قتل المخالفين لهم من يشهدون أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله، يصومون ويزكون ويحجون، ويصلون بالطبع، وما الدواعش عنا ببعيد.

ومن المفاهيم الخاطئة عند الكثيرين من المسلمين، إساءة فهم عبارة «الله اكبر»، تلك العبارة العظيمة التي يعلن بها عن ركن عظيم من أركان الدين، نقولها ونسمعها عشرات المرات، في الأذان، في الإقامة، في الصلاة، وأمام كل أمر عجيب عظيم مهيب، لنعلن أن الله اكبر وأعظم من كل شيء في هذا العالم المليء بالعجائب. ثلة من مسلمي العصر الحديث أساؤوا فهم «الله اكبر»، وقد رأينا دولة ترسم على علمها هذه العبارة العظيمة، تمارس القتل والإبادة في ما بينها لاختلافات في الملة أو في السياسة،ونحوها. ورأينا تنظيما شاذا مارس كل أنواع القتل والإفساد، تجاه الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين، واقصد تنظيم القاعدة، اتخذ من «الله اكبر» راية له، وظن انه ينشر الإسلام والسلام في ربوع العالم.
وسمعنا كثيرا عن عمليات إرهابية لمنظمات عديدة، يردد مرتكبوها عبارة «الله اكبر»، وهم يقتلون ويفجرون ويدمرون. وأخيرا، ظهرت في بلاد «الموضة»، فرنسا، ظاهرة غريبة على ديننا وأخلاقنا، عكست سوء الفهم لعبارة «الله اكبر»، فقد حاول شاب فرنسي -مسلم- قتل ثلاثة رجال شرطة في احد مراكز الشرطة طعنا بالسكين، وهو يردد «الله اكبر»، وتم قتله واعتقلت السلطات الفرنسية مسلما آخر في مدينة ديجون بشرق فرنسا، دهس عمدا نحو 12 من المارة، وهو يردد «الله اكبر». فهل أمرنا الله الأكبر والأعظم أن نقتل الأبرياء، وأن نفجر بالأنفس وأن نفسد في الأرض باسمه جل شأنه؟!
الله أكبر وأعظم وأجل وأسمى من أن نقتل نفسا بغير حق، أو أن نسعى في الفساد في الأرض باسمه، أو أن نرهب خلق الله الآمنين حتى ولو كانوا غير مسلمين. هل وجدنا هذا الاستخدام الخاطئ والفهم المغلوط لعبارة «الله اكبر» عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عند التابعين، على مر التاريخ؟!
صدقوني: نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل العقل المسلم، وتصحيح كثير من المفاهيم التي أسيء فهمها وتطبيقها، وهذا يبدأ من مناهج التعليم لأطفال المسلمين، كما لابد ان يتزامن مع حملات إعلامية ودعوية شاملة، واعتقد أن علينا في المملكة دورا كبيرا في ذلك، فقد خرج الإسلام وانتشر من هذه البلاد، بل إن عبارة «الله اكبر» أول ما ترددت، كانت على هذه الأرض، ومن ثم، نحن أحق بتولي مهمة تصحيح المفاهيم من غيرنا.
أليس كذلك ؟!