-A +A
عبدالله عمر خياط
.. لا أحد يختلف على أن الأستاذ الكبير عبدالوهاب إبراهيم آشي بأعماله الأدبية وما نظمه من شعر رائع هو شيخ أدباء الرعيل الأول، فقد كان أول من تولى رئاسة تحرير جريدة «صوت الحجاز» التي تحول اسمها فيما بعد إلى «البلاد السعودية» فـ «البلاد» .. كما تنقل بين العديد من المناصب الرسمية في وزارة المالية وعضوية مجلس المعارف ثم انتهى به المطاف إلى أن أصبح «مراقب البنك الأهلي التجاري».
وفيما كتب عنه الأستاذ محمد حسين زيدان رحمه الله: هذا رجل معرفة كرَّم نفسه بالعمل مثل سقّاء الأصمعي وإني لا يعنيني من أمره أنه تولى المديرية العامة لوزارة المالية، فقد تولاها من قبل حينما خط لنفسه طريق الزهادة فيها ولا يدهشني أنه أصبح مستشارا في وزارة المالية. فاللقب لن يزيده قيمة في نفسي ونفوس عارفيه أكثر مما هو فيه، مجردا من لقب يعيش بين الناس رجلا يقدرون فيه كرامة الخلق وصدق الوفاء فقد كنا إذا تحدثنا عنه لا نجد كلمة تنطبق عليه إلا أنه رجل كل الرجل فيه من فحولة الرجال ما يجعله شيخا كبيرا فينا، وسيدا وقورا بيننا، ولست بالذي يهنيه لأني أهنئ نفسي والصداقة التي ترسب في النفوس فتعرف أقدار الصديق.

وقد تفضل مؤخراً صديقي الأديب علما وخلقا الأستاذ أحمد شوقي عبد الوهاب آشي بإهدائي كتابين الأول عبارة عن ديوان شعر بعنوان: شوق وشوق. (والأستاذ أحمد شوقي صاحب اسم مركب وهو نجل الشاعر عبد الوهاب آشي).
والثاني بعنوان: «الخطاب الأدبي لعبد الوهاب آشي في ميزان النقد» وسأكتفي اليوم باستعراض الديوان الذي يمتلئ بالقصائد الوجدانية التي تثير في القلب الشجن الذي ينعش الروح، وقد حاولت أن اتخير قصيدة من الديوان فوجدتها جميعها ثرية بالعواطف.
وتبعاً لمساحة العامود فقد اخترت هذه المقطوعة وهي بعنوان «التعلل بالرسوم»:
ألهو برسمك حين الوجد يغلبني
والقلب تلعب في أحشائه النار
هو الشعلة تشفى النفس منظره
والصب يرضيه من نعماه آثـــار
إن شفني النأى والتفكير أجهدني
ففي الرسوم لعهد القرب تذكار
رحم الله شاعرنا الكبير والشكر لابنه الصديق أحمد شوقي.
آيـــــة:
{وما بكم من نعمة فمن الله}.
وحديث:
من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد.
شعر نابض: للأستاذ عبد الوهاب آشي:
أنا في الحب مفرد غير أني
لست أبغي في الحب بث شكاتي