-A +A
متعب العواد
• يقول المثل الأمريكي الغضب ريح قوية تطفئ مصباح العقل، وطيلة الأيام الماضية وبعد خسارة منتخبنا من المنتخب الأسترالي تجاوز البعض في لغة النقد والوصول والدخول في نوايا مرتبطة بين الخالق والمخلوق ليس للبشر أي علاقة وبل ظهرت مؤشرات في الحكم والاعتقاد وحاولنا أن نتجاوزها من سنوات طويلة، وطويلة جدا سواء على صعيد النقد الجماهيري أو الإعلامي أو التحليلي الفارغ في تقييم التكتيكي الشامل للمنتخب ولاعبيه.
• الخسارة لا تعني النهاية ففرانك ريكارد المدير الفني للمنتخب بأشد وأمس الحاجة للخسارة في ظل الضبابية الكبيرة للتقارير الفنية المقدمة له ووجهات النظر الشخصية التي تمنح له في كل تدريب وتفاوت الرأي بين إداري وفني وكل هذه التقارير والاستشارات ووجهات النظر تندرج تحت بند الاجتهادات الشخصية التي تبحث عن خدمة منتخب بلادها وهم أهل الثقة ولن أقول أهل الخبرة، خاصة الفترة الزمنية الحساسة التي تسلم فيها الشاب الهولندي المنتخب، مع توقف الدوري وهو قرار يتحمله الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي علله بالبحث بعناية ودقة وفائدة.

• الخسارة تعني أن الخيارات السابقة والاستشارات الفنية فاشلة بل ستكون في سلة المهملات في نظر الهولندي فرانك الذي اعتمد بشكل كبير على كل الاستشارات المجانية التي وصلت إليه بل وجد لكل سؤال فني يدور في مخيلته جوابا من الجميع، الكل هنا يجاوب في الرياضة ويحلل في التكتيك ويبدعون في التبرير ولا تجد رياضيا سعوديا بمختلف شرائحهم حتى في ملاعب الحارات والأزقة والشوارع إلا نجوما في التحليل ويضعون الطريقة والأسلوب ويتفننون في الشرح والتوليف، هم ينتظرون الصلاحيات المباشرة فقط.
• فما يجري للشاب الهولندي مع المنتخب السعودي حدث له مع الفريق الكتالوني في موسمه الأول حيث اعتمد على استشارات وتقارير كتبت على عجالة ربما تكون من المتجر الذي أمام النادي الإسباني وأنهى موسمه الأول بالمرتبة الثانية بعد أن شهد الفريق تذبذبا في المستوى العام وفي موسمه الثاني أعاد ترتيب أوراقه بنفسه وراقب فرق فريقه بتمعن ونظم صفوفه واكتشف عددا من نجومه الصغار وزج بفريق مغاير وأسماء كانت مغمورة في القائمة الكتالونية، وحقق الدوري وسيطر على بطولة الأندية الأوروبية.
• والفوز الأسترالي هو أول الخيوط الرئيسة لتحقيق المدرب النجاح وترتيب الأوراق ورمي كل الإجابات والتوصيات على ساحل الخليج العربي وبدء العمل من جديد في التصفيات بأسلوب مغاير وبالطريقة والحنكة التي يجيد تنفيذها في قراءة اللقاءات واكتشاف النجوم في الخانات.
• منتخبنا الأول ينتظر تكاتف والتفاف الجميع من الجماهير والإعلام بمختلف ميولها وبعيدا عن لغة الفرض والواجب التي يحاول البعض تكريسها في المنتخب في الفترة الحالية التي تشهد أصعب وقت زمني لمنتخبنا مع تولي الهولندي زمام التدريب.
• ربما البعض سيحكم على قراءتي بالتفاؤلية المفرطة وفي الواقع هي حقيقة نهوض منتخبنا بشكل قوي والعودة لمكانتنا القيادية في أكبر قارات العالم.
• فقط، يريد فرانك ريكارد الوقت الكافي.