-A +A
معن الجربا
تمر الأمة الإسلامية اليوم بمنعطف خطير ربما لم تمر به عبر تاريخها الطويل، ووقود هذا المنعطف هي الفتنة المذهبية التي يخرج علينا بها السفهاء؛ ليشعلوا نارها بتصريح هنا أو فعل هناك. هذا السفه وللأسف موجود في بعض أتباع المذاهب ولا يختص بمذهب دون آخر، ولكن يبقى العقلاء وأصحاب العلم الحقيقي الصافي النقي هم الأمل في إطفاء هذه الفتن. اليوم وبعد أن استنكر كل علماء ومراجع ومثقفي الشيعة في المملكة ما فعله ياسر الحبيب من النيل من شخص السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وذلك حرصا منهم على وحدة الوطن والدين، قام جمع من علماء و مثقفي المنطقه الشرقية في المملكة بإرسال عريضة استفتاء موجهة إلى السيد علي الخامنئي، وذلك بمبادرة منهم حتى تكون الصورة واضحة أمام الجميع في كل العالم حول الموقف الفقهي الشيعي من هذا الأمر ولقطع الطريق على متصيدي الفتن.
وقد كان نص العريضة الآتي (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تمر الأمة الإسلامية بأزمة منهج يؤدي إلى إثارة الفتن بين أبناء المذاهب الإسلامية، وعدم رعاية الأولويات لوحدة صف المسلمين، مما يكون منشأ لفتن داخلية وتشتيت الجهد الإسلامي في المسائل الحساسة والمصيرية، ويؤدي إلى صرف النظر عن الإنجازات التي تحققت على يد أبناء الأمة الإسلامية في فلسطين ولبنان والعراق وتركيا وإيران والدول الإسلامية، ومن إفرازات هذا المنهج المتطرف طرح ما يوجب الإساءة إلى رموز ومقدسات أتباع الطائفة السنية الكريمة بصورة متعمدة ومكررة.
فما هو رأي سماحتكم في ما يطرح في بعض وسائل الإعلام من فضائيات وإنترنت من قبل بعض المنتسبين إلى العلم من إهانة صريحة وتحقير بكلمات بذيئة ومسيئة لزوج الرسول صلى الله عليه وآله أم المؤمنين السيدة عائشة، واتهامها بما يخل بالشرف والكرامة لأزواج النبي أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهن.
لذا نرجو من سماحتكم التكرم ببيان الموقف الشرعي بوضوح لما سببته الإثارات المسيئة من اضطراب وسط المجتمع الإسلامي وخلق حالة من التوتر النفسي بين المسلمين من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام وسائر المسلمين من المذاهب الاسلامية، علما أن هذه الإساءات استغلت وبصورة منهجية من بعض المغرضين ومثيري الفتن في بعض الفضائيات والإنترنت لتشويش وإرباك الساحة الإسلامية وإثارة الفتنة بين المسلمين).
وكان جواب الإمام الخامنئي الآتي (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلا عن اتهام زوج النبي صلى الله عليه وآله بما يخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء وخصوصا سيدهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله»موفقين لكل خير).
وتعد فتوى الخامنئي هذه الأحدث والأرفع مستوى ضمن ردود الفعل الشيعية واسعة النطاق في العالم العربي والإسلامي استنكارا للإساءة التي وجهها الحبيب للسيدة عائشة رضي الله عنها .. وبعد ذلك كله لا أملك إلا أن أقول تحيه لمثقفي الطائفة الشيعية في المملكة على هذا الحس الوطني الذي كان جليا فيه حرصهم على وأد القلاقل الداخلية وسلامة الوطن وانتمائهم لقيادته، وشكرا للإمام علي خامنئي على هذه الفتوى التي تدل على بعد النظر والحرص على وحدة المسلمين وسلامة أوطانهم، وكلنا أمل أن يكون هذا نموذجا لكل علماء ومثقفي العالم العربي والإسلامي.
maanaljarba@ hotmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 273 مسافة ثم الرسالة.