-A +A
خالد السليمان
لا أحد يريد استمرار الحرب في اليمن إلى الأبد، والتدخل العسكري الذي قادته السعودية في اليمن هدف لمنع تهيئة ظروف لاندلاع حرب أكبر كانت ألسنة لهبها ستطال جميع دول المنطقة، فلنا أن نتخيل حال اليمن لو أن الانقلاب الحوثي تمكن من تكريس شرعيته وامتلاك سيادة علاقاته الخارجية ونجح في تحويل اليمن إلى قاعدة ومنصة صواريخ إيرانية تهدد منطقة جنوب الجزيرة العربية والقرن الأفريقي بأكملها ؟!

السعودية وحلفاؤها منعوا سقوط اليمن في هاوية الدولة الأيديولوجية التي تقودها الشعارات وتحكمها سلطة دينية تظن أنها تستمد شرعيتها من السماء !


لذلك عندما يطالب المجتمع الدولي بوقف الحرب في اليمن، فإن عليه أن يحدد الأسس التي ستتوقف عليها الحرب، ورسم ملامح المستقبل الذي ينتظر الشعب اليمني، حتى لا تذهب تضحياته هباء منثورا كما ذهبت أرواح ضحايا الانقلاب الحوثي وأعماله الحربية في سعيه للاستيلاء على السلطة وإخضاع معارضيه !

السعوديون وحلفاؤهم لا يتسلون في اليمن، ولا هدف لهم للبقاء فيه أو التدخل في شؤونه، وسيكونون سعداء بانتهاء الظروف التي استدعت تدخلهم لدعم حكومته الشرعية ليكرسوا طاقاتهم ومواردهم نحو مجالات أكثر فائدة لشعوبهم، وبالتالي فإنهم سيدعمون أي حلول تطرح لإنهاء الحرب، لكن على العالم أن يتذكر أن المشكلة لم تكن يوما عند التحالف بل عند الطرف الآخر الذي يعتنق نفس العقيدة الإيرانية التي جعلت إيران تضحي بمئات الألوف من الشعب الإيراني في الحرب العراقية الإيرانية !

إيقاف الحرب دون معالجة أسباب اندلاعها، ليس أكثر من هدنة هشة مؤقتة لن تمنع اندلاع حرب أخرى أشد ألما وأطول أمدا !