-A +A
حمود أبو طالب
الذي يقلل من شأن الاستهداف الكبير الممنهج للمملكة أو يعتقد وجود مبالغات وتضخيم في هذا الأمر فإنه بعيد عن الحقيقة، وتصور مثل هذا يحقق الهدف الذي تسعى إليه المنظومة المعادية للمملكة التي تجند عملاءها المندسين في وسائل التواصل من كل مكان لاختراق المجتمع السعودي ببث الشائعات وتوظيف بعض الأحداث وفق إستراتيجية محددة تهدف إلى خلق البلبلة وإحداث الشروخ وضرب ثقة المواطن في وطنه ودولته، وأجهزة الدولة المتخصصة على علم تام بكل ما يحدث وبأدق تفاصيله، لكن المواطن يجب أن يكون أذكى وأكثر انتباهاً من الدفع به إلى دائرة الشك في بعض الأمور.

والذي يحدث في جانب من جوانبه هو استغلال الشعور الديني لدى المجتمع ومحاولة استحثاثه بربطه ببعض القرارات والإجراءات التي اتخذتها الدولة عندما رأت أن الوقت والظروف مهيأة لها، ابتداء من فتح مجالات عمل جديدة للمرأة وتمكينها بشكل أكبر في المجتمع ودخولها الملاعب الرياضية وحضور العائلات في الحفلات وبقية الفعاليات الترفيهية وانتهاء بقرار السماح بقيادة المرأة، كانت هذه الأحداث مجالا خصبا ووقوداً مناسباً لعملاء تكتل الخراب الذي يناصب المملكة العداء، لكنه لا يستطيع مواجهتها، هؤلاء العملاء يبدؤون تصوير الأمر بأساليب خبيثة وكأن المجتمع وقيمه ومثله معرضة للانهيار بسبب قرارات الدولة التي تتخذها ضد إرادة وفطرة المجتمع المتدينة، على أمل أن يحدث الاحتقان وتقع الوقيعة مستقبلا بين المجتمع والدولة، وهو نفس إطار السيناريو الذي رسموه للتحضير وبدء شرارة الفوضى في بعض البلدان العربية بإشعالها وتفجيرها من الداخل وضرب مكوناتها ببعضها البعض.


لقد أصبح في غاية الأهمية الانتباه لهذه الدسائس اللعينة وتوعية كل المجتمع بها من أجل الانتباه لها ووأدها في مهدها، أما الدولة فهي قادرة على مواجهة أي عدو خارجي ظاهر وقادرة على حماية أمنها، فقط نحن لا نريد لأولئك العملاء المدسوسين أن يحققوا أدنى نجاح لأساليب عمالتهم داخل المجتمع السعودي.