-A +A
خالد السليمان
امتلأت مجموعات «الواتس» أمس بكم هائل من رسائل النكات والتعليقات المتعلقة ببدء قيادة المرأة للسيارة في السعودية، وغلب على معظمها السماجة والتكرار، وربما كان الحدث فريدا ويستحق اهتمام المجتمع وأن يكون حديث مجالسه و«قروباته» لكن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده !

لكن الجيد في الأمر أن مجتمعنا بطبيعته يتأقلم سريعا مع أي حدث مثير للجدل، ويطوي صفحته سريعا، وبالتالي سيتراجع موضوع قيادة المرأة للسيارة في قائمة اهتماماته، وسنرتاح قليلا من نكات وسواليف وحكايات «سواقة» المرأة، ليبدأ المجتمع في رصد آثارها على نمط الحياة اجتماعيا واقتصاديا، فأخيرا ستجد الكثير من النساء حلا لمشكلات تنقلاتهن، وستجد الأسر متنفسا من ضغوط الحاجة للسائقين الأجانب، ولن تعود مشكلة سفر أو هرب أو تمرد سائق البيت تمثل أي مشكلة بعد اليوم، هذا إذا كان هناك أي حاجة لاستمرار وجوده من الأساس !


وحسنا فعلت الجهات الرسمية بالتذكير بعقوبات انتهاك خصوصية أفراد المجتمع محذرة من قيام البعض بالتقاط صور للسيدات وهن يقدن سياراتهن، لكن ما لم أفهمه هو خروج بعض من وصفوا بالقانونيين في مقاطع فيديو يحذرون فيها من عقوبات تطال المتهكمين، فلا أعرف أن كلمة «التهكم» وردت في أي نص من نصوص القوانين !

أخيرا أختم بما بدأت به، لأدعو بعض الرجال الذين يؤلفون النكات السمجة عن قيادة المرأة إلى الوقوف قليلا أمام المرآة ليشاهدوا أحد أسوأ السائقين في العالم وأكثرهم ارتكابا للحوادث وأقلهم احتراما لأنظمة السير !.