-A +A
عبدالله صادق دحلان
بعيدا عن التوتر النفسي لمباريات كأس العالم بروسيا والنتائج العربية المحبطة، يستيقظ الشباب خريجو الثانوية العامة والمعاهد بحثا عن القبول في إحدى الجامعات الحكومية التي تتناسب مع رغباتهم، وتبدأ من اليوم الأحد بعض الجامعات بفتح باب القبول ويتسابق الشباب للحصول على القبول قبل الإجازة الصيفية ليضمنوا حال رجوعهم المقعد الجامعي والتخصص المطلوب، كما يبدأ اليوم فتح باب التقديم للبعثات الخارجية لدراسة الماجستير والدكتوراه خارج المملكة في تخصصات حددتها وزارة التعليم حسب احتياجات سوق العمل وبشروط محددة وفي جامعات محددة في دول العالم.

ومع الفرص المتاحة من الدولة للتعليم المجاني في الجامعات الحكومية السعودية في مختلف أنحاء المملكة لطلبة البكالوريوس، وفرص الابتعاث الخارجي لطلبة الماجستير والدكتوراه، وإيقاف المنح الدراسية الداخلية في الكليات والجامعات الأهلية لأسباب غير واضحة، وبغض النظر عن اقتصاديات التعليم في الجامعات الحكومية أو الأهلية، فإنني أحث الطلبة الراغبين بالدراسة خارج المملكة بالاستفادة من بعض الفرص الدراسية المتاحة التي تقدمها بعض الدول والمنظمات والجامعات والهيئات الدولية وذلك كنوع من التعاون العلمي الدولي بين الدول الصديقة والتي يجهلها طلبة العلم وأولياء أمورهم في المملكة، وأضعها أمامهم لعلها تكون ذات فائدة لهم للحصول على إحدى هذه المنح الدراسية، وهي حق للمتميزين منهم، ومنها على سبيل المثال تمويل التعليم للطلبة الأمريكيين في أمريكا والخيارات المتاحة للطلاب غير الأمريكيين الراغبين بالدراسة في أمريكا ولا تتوفر لديهم الإمكانيات المالية، حيث تتراوح تكلفة الدراسة في الجامعات الأمريكية بين 110 آلاف دولار أمريكي لتخصصات الطب والهندسة، و42 ألف دولار أمريكي لبقية التخصصات سنويا بما فيها الرسوم الدراسية والسفر والإقامة، حيث يلجأ حوالى 60% من الطلبة الأمريكيين إلى الحصول على القروض الحكومية لتغطية تكلفة الدراسة والسداد بعد التخرج لفترة تصل أحيانا إلى عشر سنوات، ويحق للطالب غير الأمريكي الحصول على هذه القروض بضمان مواطن أمريكي يشارك معه في التوقيع على القرض ويكون ضامنا للسداد ولو لم يسدد الطالب قام الضامن بالسداد.


وهناك منح مجانية للطلبة الأجانب تقدمها العديد من الهيئات الدولية والخيرية تقدم للطلبة غير القادرين على تغطية تكلفة الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنها منظمة اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية، بينما يقدم برنامج اليابان والبنك الدولي المشترك منحا دراسية مجانية للمتفوقين في العالم.

وهناك برنامج منح (مؤسسة آغا خان) للمنح الدراسية للطلبة الأفارقة، وهناك منح مركز (East West) للطلاب القادمين من منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وهناك برنامج الزمالات العالمية من الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات الذي يمنح منحا للسيدات الراغبات في إجراء البحوث في الولايات المتحدة.

وهناك منح تقدمها بعض الجامعات الأمريكية ضمن برامج خاصة بها ويمكن تقديم طلب الحصول عليها مباشرة من الجامعة، ومن هذه الجامعات جامعة ولاية بنسلفانيا التي خصصت 6 ملايين دولار سنويا منحا للطلبة الأجانب، وتقدم جامعة نيويورك من خلال برنامج (Wagner) منحا دراسية للطلبة الدوليين، كما تقدم جامعة

(Harvard) وجامعة (Yale) منحا مماثلة للأجانب، ومن يرغب المزيد من البحث عن فرص الحصول على منح دراسية مجانية في الولايات المتحدة فهناك شركات متخصصة للبحث عن فرص منح دراسية للطلبة غير الأمريكيين مثل (IEC Abroad) وغيرها.

وأخيرا، أتساءل أين ممثلو المملكة في اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي وغيرها من المنظمات والصناديق الدولية التي تشارك فيها بعضوية رسمية ورسوم سنوية، وأتساءل هل بالإمكان أن نطالب كل صندوق تنموي في المملكة أن يخصص بندا من ميزانيته ليقدم منحا دراسية للطلبة السعوديين في تخصصه، وأين البنوك السعودية من برامج المنح الدراسية.

ولماذا توقفت بعثات شركة أرامكو والبعثات الجيولوجية والتي كان لها فضل كبير على الطلبة المبتعثين السعوديين، ولماذا لا يفرض على الشركات العالمية التي تحظى على مشاريع بالبلايين في المملكة أن تتكفل بابتعاث مجموعة من الطلبة السعوديين المتميزين في الدول التابعة لها وبالتخصصات التي تحتاجها.

وكذلك طرحي لفكرة تمويل الطلبة السعوديين في الجامعات الأهلية السعودية المتميزة ليس غريبا فهو مطبق منذ أكثر من مائة عام في الجامعات الأمريكية، وبالإمكان أن يتولى صندوق الاستثمارات والبنوك المحلية والشركات الوطنية والعالمية العاملة في المملكة كجزء من المسؤولية الاجتماعية فيها تقديم منح دراسية للطلبة الراغبين في الدراسة بتخصصات يحتاجها سوق العمل وتحت مراقبة وزارة التعليم. فالاستثمار في البشر هو أهم فرص الاستثمار في المملكة.

* كاتب اقتصادي سعودي