بقع دماء وحذاء أحد المدنيين الذين قصفهم النظام السوري في درعا أثناء شرائهم للخبز أمس الأول. (أ.ف.ب)
بقع دماء وحذاء أحد المدنيين الذين قصفهم النظام السوري في درعا أثناء شرائهم للخبز أمس الأول. (أ.ف.ب)
-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول)
علمت «عكاظ» من مصادر مطلعة في فريق سيزر -الذي كشف ملف التعذيب في سجون النظام- أن تحركا قريبا سيكون على الساحة الدولية من أجل ملاحقة النظام السوري على جرائمه بحق المعتقلين في السجون.

وفي هذا السياق، سيجتمع فريق سيزر قريبا مع مسؤولين في مجلس النواب الأمريكي، إذ ستكون هناك جلسة مغلقة مع فريق سيزر يجري البحث فيها عن حجم الانتهاكات البشعة للنظام السوري بحق المعتقلين وتعذيبهم بالأدلة الدامغة الموثقة. وقال مصدر مطلع في الفريق لـ«عكاظ» إن اجتماعا مهما سيكون في مقر الأمم المتحدة في نيويورك للتحضير لجلسة طارئة في مجلس الأمن بحضور أعضاء الفريق، إذ من المتوقع أن تشهد هذه الجلسة مشادات حادة بين الجانب الأمريكي والروسي على خلفية جرائم الأسد، حيث استخدمت روسيا في أكثر من جلسة حق «النقض الفيتو» لأي محاولة تدين النظام السوري، بينما سيعقد الفريق اجتماعا مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة القضايا القانونية المتعلقة بسجون النظام ومحاسبة المسؤولين السوريين.


وأضاف المصدر الذي سيحضر الاجتماعات في مجلس الشيوخ، أن الفريق لن يتراجع على الملاحقة القانونية للنظام بغض النظر عن العملية السياسية التي تجري لحل الأزمة السورية، لافتا إلى أن هناك العديد من الملفات التي سيتم البحث فيها خلال اللقاءات مع الدول المعنية بالأزمة السورية، وعلى رأسها المعتقلون وكذلك القانون رقم 10 المتعلق بمصادرة أملاك السوريين.

وأكد أن ملفات التعذيب والاعتقالات التعسفية على يد أجهزة المخابرات السورية لن تسقط بالتقادم وأن الأدلة التي يمتلكها الفريق كافية لإحالة بشار الأسد إلى المحاكم الدولية، داعيا العالم الغربي إلى المزيد من الحزم بخصوص هذا الملف الذي يأخذ طابعا حقوقيا وإنسانيا أكثر من كونه سياسيا.

وأكد أنه لا سلام في سورية من دون عدالة، ولا عدالة من دون محاسبة لكل من تورطت أيديه بالدم السوري، لافتا إلى أنه لا أحد يحق له التساهل أو مسامحة النظام السوري على كل الجرائم التي ارتكبها خلال الأعوام الماضية. وكان المدعي العام الألماني أصدر الشهر الماضي مذكرة اعتقال دولية بحق رئيس الاستخبارات الجوية جميل الحسن، بعد تقديم فريق سيزر أدلة تثبت تورطه في إراقة الدم السوري، الأمر الذي فتح المجال للدول الأوروبية لمزيد من مذكرات الاعتقال.