-A +A
عبدالله عمر خياط
وضع الأستاذ عقل العقل في مقال بجريدة «الحياة» في 13/‏9/‏1439هـ أصبعه على موضع الألم الذي يواجه شبابنا المتخرجين من الثانوية العامة عندما قال: إن الآباء يعانون في اختيار التخصص الجامعي المناسب للفتى أو الفتاة في المرحلة الجامعية. ولفت النظر إلى ضرورة أخذ رأي الطالب حتى لا يسجل في كلية أو تخصص هو لا يرغب فيه أو لا يجد نفسه فيه.

وقال العقل: «علينا أن نحترم ونقدر أي اهتمام قد يبدو غير مألوف لدينا عند مناقشة أبنائنا في ما يودون دراسته في الجامعة، فقد ولت مرحلة أنني أريد ابني أن يكون طبيباً أو مهندساً أو طياراً، بل إن بعضنا وكما في المسلسلات التلفزيونية يطلق وينادي ابنه منذ دخوله المدرسة بالمهندس أو الدكتور، ويحاول غرس هذا التوجه لديه وقد يكون لا يحب المسار العلمي أو العكس، وتكون النتيجة كارثية على الابن والعائلة بأكملها».


وكان الدكتور بهاء عزي، وهو باحث مشهود له بالكفاءة قد أنجز دراسة قبل 40 سنة، حاول فيها أن يلفت نظر الدولة وأولياء الأمور إلى الملاحة البحرية، مؤكداً أن الشاب يجد على السفينة كل التخصصات، فالطالب الذي يدرس في سفينة في البحر يستطيع أن يتخصص في الميكانيكا، أو الكهرباء، أو الفلك أو الإدارة، أو المحاسبة أو غير ذلك من العلوم والحرف والمهن؛ لأن السفينة الكبيرة فيها كل شيء حتى الصحافة وحتى دار سينما، وهناك من كتب روايات عالمية شهيرة وهو في عرض المحيط أو البحر.

إن أحد العاملين في هندسة البيئة قال إنه جاب شواطئ المملكة الشرقية وأن طولها 1600 كيلو متر، وطول الشواطئ الغربية للمملكة نحو 2000 كيلو متر، وبالتالي فإن التخصصات في البحر كثيرة جداً.. هندسية أو تجارية أو حرفية أو حتى عسكرية وأمنية، فهذه السواحل الطويلة بحاجة إلى من يتولى شؤونها.

أما اليابسة فهناك مجالات واسعة فيها في الزراعة والتجارة وبقية الأعمال الخدمية، وهذه الأعمال حالياً يتولاها الوافدون بدلاً من شبابنا؛ لأننا نحب الراحة والكرسي الوثير والمكيف.

أريد من شبابنا أن يخرجوا من التخصصات النمطية ويبدعوا في مجالات متنوعة تنتجها لهم حياتنا المختلفة الأشكال والوجهات.

وكمثال على ما أقول، فقد كان المزارعون السعوديون هم من يزرعون النخل ويسقونه ويلقحونه ويخرصونه في وقت الحصاد، أما اليوم فقد انقرض جيل النخيل وصرنا نعتمد في محصولنا من ملايين النخل على الوافدين، ولا نعالج من ذلك سوى البيع والشراء للرطب والتمر، أما العمليات الأخرى فنحن نوكلها إلى الوافدين، ولا نجد من شبابنا من يعمل فيها إلا من رحم الله.

السطر الأخير:

عن المِقدَامِ بن مَعْدِ يكَربَ رضي اللَّه عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَاماً خَيْراً مِن أَن يَأْكُلَ مِن عمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبيَّ اللَّه دَاوُدَ كان يَأْكلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ» رواه البخاري.

* كاتب سعودي

aokhayat@yahoo.com