-A +A
هيلة المشوح
لماذا لا نحب أن نرى أنفسنا؟

ولماذا نهاجم كل من حاول أن يضعنا أمامها بتجرد؟


لماذا ثارت ثائرة البعض بسبب رواية في مسلسل تحكي أحداثا دارت في حقبة ما عن أسرة ما لا تمت لهم بصلة كما يزعمون؟

يقولون إن هذه الأسرة ليست هم ولا تعنيهم ولا تشبههم، الأسرة التي تتكون من ابن (مطوع) وآخر (زكرت) وصاحب علاقات وثالث موسوس وأناني ويسخر من كل شيء إلا نفسه، إذن لنشاهد المسلسل كعمل ترفيهي ويا دار ما دخلك شر! أم لأن هذه الحكاية بشخوصها لامست شيئاً في دواخلهم، شيئاً يعتقدون أنه طُمر و«ذهب مع الريح».. أنا أسأل فقط!

طيب.. هل كل المجتمعات تتوجس من نبش تاريخها؟ أم أننا حالة نادرة لا تحب التنقيب بين طيات تاريخها كي لا تجد (نفسها)؟

أم أننا نكره حتى واقعنا وكل شيء حولنا؟

العاصوف مسلسل محلي شكل علامة فارقة ولبنة أولى في تأسيس الدراما المحلية زعم البعض أنه لا يمثلهم وجيشوا المجتمع ومواقع التواصل في حملات ضده ومحاولات مستميتة ويائسة لإيقافه، ولكنه استمر حتى فاجأهم في آخر حلقة بإعلان الجزء الثاني منه فلملموا خيبتهم استعداداً وتسخيناً لحملات قادمة، ويا عالم هل سيعرض ذلك الجزء وهم على نفس هذه الحالة من التذمر و«التحلطم» أم أن الله سوف يرسل معجزة لتحفيز وعيهم وتبديل حالهم، وأظن ذلك وارداً إذا تفاءلنا بأن السينما ستصنع فارقاً ملموساً.

مسرحية باي باي لندن عمرها قرابة الثلاثين عاماً ومازالت تعرض على القنوات الخليجية وبنفس الزخم والإضحاك والإسقاطات على واقع كان وما زال موجوداً -مع اختلاف الزمن والأدوات- ولو لم تكن كذلك لتلاشى أثر المسرحية مع نهاية آخر مشهد في أول عرض، فالطفرة النفطية واقع تأثرت به شعوب المنطقة انعكس على ممارسات سكانها مع العالم الخارجي وعلى كيفية الترفيه في السفر والسلوكيات المصاحبة لذلك والتي جسدتها المسرحية بكل واقعية، فالعمل المستمد من الواقع لا يموت بل يترك بصمة راسخة في مخيلة المتلقي كذلك الحال بالنسبة لمسلسل درب الزلق والأقدار.

سؤال... ألم يهاجموا طاش في كل موسم؟

أليست الكثير من حلقاته تجسد شواهد وإسقاطات نستحضرها حتى اليوم؟!

إذن لنجعل هذه الأعمال شاهداً على شغفنا بأعمال الواقع -كأي بشر- ولنترك النكد والحملات الخائبة ولنودع المثالية الزائفة والنكد تحت شعار (باي باي نكد)!