-A +A
عبير الفوزان
منذ زمن وأنا أفكر في كتابة فحوى هذا المقال، وجاء في هذا الوقت ليكون بمثابة عيدية لمن يقرأ زاويتي، فكل عيد وأنتم بمنأى عن الثرثرة والثرثارين.

هل تحب النصائح المباشرة؟ هل تثق في أن النصائح التي عمل بها غيرك وأفادته ستفيدك حتما؟ هل أنت ممن يتعلق بقشة؟ هل تحب الوجبات السريعة أو سريعة التحضير؟ هل أنت مسرف في أحلام اليقظة الجميلة؟ هذه سمات عامة تجمع جمهورا من المستهدفين لنوع من الكتب والدورات التي تبيع الوهم.


منذ أكثر من عقد من الزمن.. ظهر على السطح نوع من الكتب والدورات المعربة، لتحل محل ثرثرة بعض من اعتلوا المنابر الدينية وتحدثوا في كل شيء حتى عن الخلايا الجذعية، فجاءت مثل هذه الكتب كبديل عصري ومحايد.. هكذا بدأت للبعض، لكنها، مع الأسف، كانت تبيع الوهم. كتب على شاكلة دع القلق وابدأ الحياة، كيف تصبح مديرا، كيف تصبح مليارديرا، كيف تحلّق بدون أجنحة.. كيف تشتري قصرا وأنت لا تملك مالا.. بالضبط مثل تعلم الإنجليزية في خمسة أيام.. عذرا فهذه الكتب وما هو على شاكلتها أسميها (مخدرات الكتب) لا تبني معرفة، ولا تقدم حلولا حقيقية.. والمستفيدان هما المؤلف والناشر. تطور هذا النوع من النصب ليصبح دورات تقام بأرقام فلكية، وكأن الملتحقين بهذه الدورات سيخرجون بعبقرية ورضا وسعادة.. بينما هم بمعزل عن الحياة في صندوق من الثرثرة.

مازالت مثل هذه الكتب تجد رواجا عند شريحة من الناس وغالبية هؤلاء، من مشاهدتي، لم يطرأ على حياتهم أي تحسن سوى أسلوبهم في الثرثرة والتنظير.. فالكتب قدمت لهم تراكماً من الثرثرة لا المعرفة، حتى إن بعض الترجمات جعلت القراء يقعون في مأزق عدم الفهم، مما جعل حياتهم زومبية..

تذكرت كتب الوهم، وافعل ولا تفعل، وأنا أقرأ تغريدة لأحدهم نقلها مترجمة «كن رقم واحد في أي مجال تدخله» دون أن يقدم معنى أن تكون رقم واحد.. المشكلة التي يعاني منها كل أولئك الذين يحبون الحياة سريعة التحضير يجنون كثيرا على من سلمهم عمله ومشاريع ينتظر منها النجاح الجماعي.. لا أن تكون رقم واحد أو اثنين!