-A +A
حمود أبو طالب
لست منغمساً في الشأن الرياضي، الذي يعني لدينا كرة القدم فقط، ولكن بما أن رياضتنا ممثلة بالمنتخب السعودي المشارك في كأس العالم أصبحت شأناً عاماً وحديثاً رئيسياً للمجتمع بعد إخفاقه المخزي في أولى مبارياته فإنه يمكن الكتابة عن هذا الموضوع من منطلق كونه شأناً وطنياً وقضية كباقي القضايا الوطنية التي يناقشها الإعلام.

أولاً لا أعرف لماذا كان كل ذلك التفاؤل بأن المنتخب سيحقق نتائج إيجابية مهمة وهو كمجالات عديدة غيره نتاج اجتهادات فردية وكان غائباً عن كأس العالم قرابة ربع قرن، وكان أفراده ضمن منظومة رياضية مترهلة لا تزيد على كونها بضعة أندية تمثل ساحة لمزايدات وتفاخر ومماحكات شخصيات آخر ما يهمها ثقافة الرياضة وتطويرها كمجال مهم وقوة ناعمة لأي مجتمع. لقد كنا نشاهد أكبر المهازل في هذه الأندية والإعلام الرياضي الذي يتناول أوضاعها، وهو إعلام شللي يتصدره أتباع لهذا النادي أو ذاك ويتلقون توجيهاتهم من هذه الشخصية أو تلك. لم تكن رياضة وطن بل رياضة أفراد يديرون الشأن الرياضي الكروي في أنديتهم، فكيف نريد لمنتخب تنتجه مثل هذه الأوضاع أن يحقق نتائج مشرفة، وكيف نرهقه ونرهق أنفسنا بسقف توقعات لا يمكن أن يصله.


الرياضة كانت جزءاً من العمل الفردي غير المؤسسي، ولم يكن يُنظر لها كمنظومة وطنية مهمة يجب أن تلقى اهتماما كبقية المجالات. وعندما تم الالتفات إليها مؤخراً عبر إنشاء هيئة للرياضة ودعمها بالمليارات فإنه مبكر جداً أن نتوقع أن يتغير الحال بين يوم وليلة، وأيضا لا يصح، وهذه الهيئة في بدايتها تركها أيضا دون متابعة ومحاسبة وتقييم، نعم هناك أشياء إيجابية كثيرة استجدت ولكن الرياضة شأن وطني لا يجب تركه للثقة الفردية والمزاج الشخصي والقرارات التي تتم بمعزل عن الخبراء والمهتمين العارفين بهذا المجال.