-A +A
عبدالله عمر خياط
الزكاة تعود على صاحبها بالثواب في الآخرة وبالخير والنعمة في الدنيا، وكم من قصة سمعناها عمن قدم شيئاً من المعروف ولو كأسا من حليب أو قطعة من رغيف لمسكين فرزقه الله الشيء الكثير.

وإذا كانت الكلمة الطيبة صدقة، فما بالك بمن يتصدق بالمال لكي يفك أزمة فقير لا يستطيع شراء ثياب العيد لأولاده أو لا يستطيع دفع فاتورة الكهرباء أو غير ذلك من الحاجات الضرورية، وما عندنا من مال فهو ينفد، وما عند الله فهو باق، ثبت ذلك بالتجربة. مع أننا نؤمن بما جاء في كتاب الله وما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إيمانا صحيحا لا لكي نجرب فائدته.


ومن أسف فإن بعض الموسرين بالغوا في ترديد نغمة الحال تعبانة والعين بصيرة واليد قصيرة، وهذه النغمة تعود على قائلها بالخسران، لأن من فرج على مسلم كربة فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة، والزكاة فريضة وليست نافلة.

والله سبحانه حث على الصدقة فوق زكاة المال، فمن كانت لديه عروض تجارة مر عليها عام أو بلغة الفقهاء حال عليها الحول فإن في هذه التجارة حقاً لازماً للفقير والمسكين وبقية الفئات الثماني التي ذكرها الله في القرآن في سورة التوبة، ولا يجوز تأخيرها عن موعدها، وقد اختار كثير من الأثرياء شهر رمضان ليوزعوا فيه زكاة أموالهم التي حال عليها الحول، والله سبحانه مطلع على كل صغيرة وكبيرة، وإذا احتال بعض الأغنياء بتحويل بعض ثرواتهم للزوجة أو الأبناء لكي يتخلصوا من الزكاة فإن الله لا تخفى عليه خافية.

وأما زكاة الفطر فهي أقل من ثلاثة كيلو من الأرز أو الحبوب أو التمر عن كل فرد من أفراد الأسرة، ومن العلماء من قال إنها كيلوان وربع ومنهم من قال هي كيلوان ونصف الكيلو ومنهم من قال إن زكاة الفطر هي كيلوان وأربعون جراماً.

وبما أنها من غالب قوت البلد فهي من الأرز لأنه غالب قوت البلاد العربية السعودية، ومن الفقهاء من رخص في إخراج هذه الزكاة نقداً، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر فرض زكاة الفطر على الذكر والأنثى والحر والعبد صاع من تمر أو صاع من شعير.

وذكر التمر والشعير لأنهما غالب قوت أهل المدينة المنورة، والاحتياط فيها واجب فلا يتصدق المزكي بأقل من ثلاثة كيلو إلا ربع. ويجب أن تدفع زكاة الفطر قبل صلاة العيد وإلا فهي صدقة.

السطر الأخير:

الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ.

* كاتب سعودي

aokhayat@yahoo.com