-A +A
مها الشهري
بل اسأل عما ستكسب، والواقع أن الكثير من المشكلات قد تواجهنا في حياتنا وهي قابلة للحدوث وهناك مئات الأسباب التي نجد فيها عذرا للشعور بالاستياء، لا تكاد أن تخلو منها بيئة أو علاقة إنسانية أيا كان نوعها، ولكن الأسوأ أن تخلق فينا طباعا تسيطر على تعاملاتنا وتتحكم فيها لمجرد أننا مضطرون لإظهار تصرفاتنا على وجه التحامل ورد الاعتبار، لمجرد التأثر بذهنية توهمنا بأن تفكير الآخرين تجاه تصرفاتنا هو الأمر الذي يصنع منا القيمة، وأن نضع وجهة نظرهم معيارا يقيم سلوكياتنا المبنية على اعتقاداتهم التي يرونها هم صحيحة، بينما من السهل إصلاح الشيء فضلا عن سهولة تغييره.

‏حينما تبادر بإصلاح علاقاتك وتعاملاتك مع من حولك في الأسرة أو العمل أو حتى من تصادفهم في الشارع؛ فهذا لا يعني أنك تتنازل عن كرامتك، حيث إن كرامة نفسك مرتبطة بما تثبته أنت لنفسك وما تعرفه عنها وتعتقده، لا من خلال ما يثبته لك الآخرون، وإن فعلت فأنت تضع وزنا لاحترامك لذاتك أمام ذاتك، ومنه تتعلم المسؤولية تجاه تلك التعاملات والعلاقات، فالعلاقات الناجحة تبنى على المسؤولية أكثر من كونها مبنية على الأهداف، ولكي تتصرف بهذه الطريقة، فعليك ألا تهتم بكيفية تفسيرها وفهمها، ما يهمك هو رضاك عن نفسك.


إذا قررت أن تكون مبادرا فيجب أن تكون متصالحا متسامحا مع نفسك في المقام الأول، أي أنك لا تبني أفعالك على الدوافع أو النزعات التي تطغى على سلوكك من أجل إثبات شيء عن نفسك، وإلا فإن أفعالك ستكون عبارة عن ردود أفعال لاعتبارات وضعتها في ذهنك وليست أفعالا صرفة مبنية على استنتاجك لمدى صلاحية فعلها.

أن تكون مبادرا يعني أن تكون فاعلا ومؤثرا في محيطك، لا يسقط منك شيء وإنما أنت تعلي قيمة نفسك، وحين تجد تلك القيمة فستكون سعيدا في منحها والتعامل بها حتى تجاه أولئك الذين لا يترددون في الخطأ عليك، ربما ستعلمهم كيف يتوجب عليهم البحث عن طريقة يجدون قيمة أنفسهم من خلالها دون التساهل بالوقوع في الخطأ بحق الغير.