-A +A
حمود أبو طالب
‏«في بلدنا الثاني بلد الحرمين، مع أخي محمد بن سلمان في الاجتماع الأول لمجلس التنسيق «السعودي-الإماراتي»، الطموح والتفاؤل بالمستقبل يحفزنا، وعلى أرض السعودية تجتمع الرؤية والإرادة والمصير المشترك مع إخوة كرام لتعلن عن ولادة مرحلة أكثر قوة وحيوية تعود على البلدين بالخير والازدهار». بهذه الكلمات غرد الشيخ محمد بن زايد في تويتر بعد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي يوم الأربعاء الذي تمخض عن توقيع ٢٠ اتفاقية و٤٤ مشروعا مشتركا وتشكيل الهيكل التنظيمي للمجلس واللجنة التنفيذية للمتابعة، ليعيد هذا الحدث العلاقات السعودية الإماراتية إلى صدارة الاهتمام الإعلامي الخليجي والعربي والعالمي، تعليقا وتحليلا ونقاشا بين محب وكاره.

هذه العلاقة الوطيدة الراسخة الخالية من التلوث أصبحت تتعرض خلال السنوات الأخيرة، منذ بداية مشروع الخراب العربي وتحديدا بعد بدء عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن إلى محاولات حثيثة مستمرة لتسميمها من قبل أطراف تتبنى مشروعا مغايرا لمشروع السعودية والإمارات، مشروع يخدم التشرذم والفوضى والتدخلات وتذويب السيادة الوطنية والترحيب بالوصاية الخارجية وبسط النفوذ الأجنبي على الساحة العربية وإضعاف عوامل القوة وسلب المقدرات وتحويل الدول إلى كيانات صغيرة متناحرة تمضي بها إلى التلاشي. هذه الحقيقة لم تعد بحاجة إلى إثبات، والأطراف التي تتبنى هذا المشروع التآمري لم تعد خافية على أحد، ومقاول المشروع من الباطن سابقا وفي العلن لاحقا لم يعد يختلف طرفان على أنه المقاول القطري الذي يتبنى الضخ الإعلامي المكلف في كل مكان لتصوير العلاقات السعودية الإماراتية بعكس حقيقتها ومحاولة توصيفها بأنها مضطربة نتيجة خلافات عميقة كامنة تحت سطح الوفاق الظاهر.


هذه المحاولات البائسة مفهومة دوافعها وأسبابها لكنها لا تنطلي على العقلاء، والذين يروجون لها ويتلقفونها ويخدمونها إعلاميا هم الواهمون فقط، الذين يحلمون بهدم القلعة القوية الصامدة في وجه مؤامراتهم التي استنزفوا أموال شعوبهم ومقدرات أوطانهم من أجلها. سوف تستمر المملكة وشقيقتها الإمارات مالئة الدنيا وشاغلة الناس بمشروعهما التنموي الإنساني الحضاري، ويستمر غيرهما في مشاريعهم الفاشلة التي لن تؤثر على مسيرة الإخاء والتكامل.