-A +A
عبده خال
منذ أن تم إلحاق الثقافة بوزارة الإعلام وثمة اعتراض يكشف عن أهمية (الثقافة والإعلام)، وأن عمق كل منها بحاجة إلى التخصص يتوازى مع ذلك العمق، خاصة أن العنصرين يمثلان عجلتين رئيسيتين في مصطلح (العولمة)... وهو المصطلح الذي ظهر في التسعينات مبشرا أن القوى القادرة سوف تخضع العالم إلى ثقافتها وهيمنتها من خلال ثلاثة عناصر، وهي: الثقافة، والإعلام، والقوى الاقتصادية.

وها هي العولمة سريعة الخطى حتى أن المهلة قصيرة لأن تلحق الدول بعضها ببعض وتسد الفجوة قبل أن تصبح الأسواق حكرا للقادر المقتدر من الدول المطبقة لشروط تلك العولمة، بينما المتأخر عليه (العوض) وسوف يكون خارج الزمن ليتسلى بتاريخه الذي انقرض ولم يعد له وجود.. ولأن العالم لا يفكر في المتقاعسين فقد امتدت خطوات العولمة وأخذت في التنامي لكي تسود في مواقع ذات الأثر على القرارات الدولية.


ومع استقلال الثقافة عن الإعلام نكون قد وضعنا كل عجلة في مسارها، وصار علينا حرق المراحل.

فمن أين يبدأ ذلك الطموح؟ هل يحدث ذلك من آخر نقطة وصل إليها العالم في ترتيب أولوياته أم تكون لنا أولوياتنا الخاصة، وهذا يعني وجود فجوة ثقافية وزمنية قبل اللحاق بالركب.

في ظل هذه المعطيات ما الذي يمكن لوزارة الثقافة البدء فيه؟

هل ستكون الملفات القديمة التي لم تجد حلا هي أولويات الوزارة؟

أم ستكون الضلع الثالث للإعلام والاقتصاد لإنجاز الدور الذي يضعنا ضمن الدول المؤثرة، وألا نتحول إلى سوق ليس أمامها سوى إيصال الطرد!؟

وماذا عن القوى الناعمة هل يمكن استثمارها في حزمة واحدة أم يتم تفريق (العصا) التي إذا اجتمعت أو على طريقة: هذا ينفع وهذا لا ينفع؟

وكيف لنا التوفيق بين وزارة الثقافة وهيئة الثقافة، وما هي الأدوار الموكلة لكل منهما؟

عشرات الأسئلة والملفات ننتظر الإجابة عليها من قبل الوزارة الناشئة، على الأقل خلق اطمئنان بأننا في عجلة من أمرنا لكي نلحق بالركب ونسد الفجوة الزمنية والثقافية بيننا وبين المتقدمين ثقافيا.