-A +A
أنمار مطاوع
من المميزات المؤثرة في المجتمع لرؤية المملكة 2030.. رسمها مفهوما جديدا لثقافة المجتمع بكل أطيافه؛ ما كان يمكن أن يتكون على مدار عشرات السنين القادمة بدون الرؤية. المفهوم هو (العالمية). أصبح الطريق الذهني أمام المجتمع مفتوحا ليفكر (عالميا).. ويتحدث (عالميا).. سقف التفكير لم يعد له حدود.. حتى الإبداع أصبح الآن متوقعا ومنتظرا محليا بعد أن كان عنصرا نادرا يصعب وضعه حتى في خانة المأمول.

المجتمع ككل الآن يفكر عالميا.. ولا يمانع أن يحلم كما تحلم مجتمعات الدول الكبرى.. ويصدّق فعليا العبارات التي تحفز للوصول إلى (العالم الأول). الآن الجميع يستطيع أن يحلم بعالم أول وريادة عالمية وقيادة في القيم والحضارة..


يقول أهل الاختصاص في العالم الاستراتيجي إن أصعب خطوة في التخطيط هي تحقيق الأفكار على أرض الواقع. مما يعني أن الأحلام تحتاج إلى تنفيذ للأهداف حتى لا تظل حبيسة الخيال.

مناسبة هذه المقدمة المحددة هي الحديث عن (جمعية الإرادة). قبل عامين، تبلورت فكرة هذه الجمعية -الجديدة في مفهومها على مستوى العالم.. بأن تكون جمعية متخصصة تهتم باكتشاف المواهب من ذوي الإعاقة ودعمها حتى النهاية لتصل إلى أقصاها. صاحب الفكرة هو الدكتور عمار بوقس.. وهي امتداد لمبادرته (مبادرة عمار) في اكتشاف الموهوبين من ذوي الإعاقة.. لتتطور تلك المبادرة من مجرد اكتشاف لمواهب ذوي الإعاقة.. لتصل حد تدريبهم وتأهيلهم من خلال دورات وورش عمل وبرامج تدريبية.. إضافة إلى تقديم خدمات صحية ونفسية لهم.. وأجهزة طبية وأطراف صناعية وتأهيل علاجي وبعثات تعليمية.. كل ذلك للوصول بهم إلى مرحلة الإبداع على أعلى مستوى لصناعة جيل مبدع من ذوي الإعاقة.

الجمعية كانت فكرة منبثقة من رؤية المملكة 2030 للقطاع غير الربحي.. مجرد فكرة.. وحاليا هي واقع.. ببرامج ومبادرات تتبنى من خلالها مواهب مميزة؛ بعضها في طور التكوين وبعضها في حاجة إلى مزيد من الصقل والمتابعة المتخصصة.

هذه الجمعية رائدة في فكرتها على مستوى العالم.. وأي جمعية ستنشأ في أي مكان في العالم لتمارس نفس النشاط، ستتبع خطى (جمعية الإرادة) في المملكة العربية السعودية.

المجتمع الآن يحلم بأن يكون رائدا على مستوى العالم.. والأحلام بدأت تتحقق.

* كاتب سعودية

anmar20@yahoo.com