-A +A
بشرى فيصل السباعي
في أول يوم من شهر رمضان الجاري والذي لا يمثل بطبيعة الحال ذروة كثافة تدفق الزوار إلى مكة المكرمة كان طول صفوف السيارات المنتظرة عند نقطة تفتيش الشميسي قبيل أذان المغرب؛ واحد كيلو «بقياس عداد السيارة وليس تعبيرا تقديريا»، وكان طول صفوف السيارات المنتظرة عند نقطة فرز وحجز السيارات؛ اثنين كيلو وربع «بقياس عداد السيارة وليس تقديريا»، رغم تفاني كل العاملين فيها للقيام مشكورين بما يجب القيام به بأعلى درجات الانتظام والكفاءة ورغم تعدد المسارات، لكن سبب استغراق إجراءات الفرز هذا الوقت الطويل والازدحام والتكدس هو؛ أنها معتمدة فقط على الجهد البشري المحض، ولا توجد تقنيات وإجراءات مساعدة للعاملين فيها تسهل وتسرع عملية الفرز، والتي قد تكون ببساطة وضع لافتات تبين المسار المخصص للمحرمين بالحج والعمرة والآخر لغيرهم، بخاصة وأن هناك عددا ليس بالقليل من المواطنين يتنقلون يوميا بين مكة المكرمة وجدة للدراسة أو العمل، ولافتات تبين سبب حجز السيارات لأن كثيرا من الزائرين الجدد غير مطلعين على الأنظمة ولا يعرفون لماذا تحجز سياراتهم واستفساراتهم ومجادلتهم تستغرق وقتا ثمينا، أما بالنسبة لتطوير عملية فرز الزوار جذريا فقد طرح معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى في الملتقى العلمي السادس عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، ورقة علمية للباحث الدكتور «فاضل محمد عثمان» تضمنت مشروعا لتطوير مراكز الفرز وجعلها قائمة على تقنيات آلية تقوم أوتوماتيكيا بالرصد والتحقق عن بعد لفرز مركبات الحجاج والمعتمرين آليا كبديل عن إجراءات الفرز البشري القائمة حاليا، وهي تقنية متوفرة بالفعل وتتطلب فقط توظيفها مما سيوفر الوقت والجهد والإنتاجية المفقودة والموارد البشرية والمادية المخصصة لعملية الفرز عند مداخل مكة المكرمة، ويمنع الازدحام والانتظار المطول والتكدس، بخاصة في المواسم الدينية.

*كاتبة سعودية


bushra.sbe@gmail.com