-A +A
مي خالد
قبل أيام سمعت إحدى قريباتي، وهي في مقام أختي الكبرى تقول معلقة على الحرب بين إسرائيل وإيران: «بيّض الله وجه إسرائيل».

فقلت لها بل سوّد الله وجه إيران وإسرائيل، وسودهما التاريخ وبصق على صفحاتهما.


ثم خشيت أن يسمعها أطفالها ويظنون أن إسرائيل على حق، لذا سأخبركم كيف أن السؤال في عنوان المقال سؤال خاطئ.

صحيح أننا في السعودية نصارع لوحدنا المدّ الإيراني، مع بعض الدعم من حلفائنا في الإمارات والبحرين ومصر، لكن هذا لن يخدعنا ويجعلنا نصفق لإسرائيل في حربها على إيران.

فما دولة إيران إلا حليفة لإسرائيل وإحدى أذرع الأخطبوط الصهيوني. وهي من سمحت لها بالتمدد وأوزعت لأوباما عبر اللوبي الصهيوني في البيت الأبيض التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني والعمل على إنفاذه.

لست من أهل الشعارات الذين تاجروا طويلا بالقضية الفلسطينية ثم كشفت الأزمة السورية زيف شعاراتهم، فتراهم ما زالوا يناصرون بشار الأسد وما يسمونه محور الممانعة كإيران أو حزب الله وحماس وتركيا.

بينما بشار يقتل شعبه وإيران تحتل عواصم عربية، وكذلك حاولت تركيا أن تحتل دولا عربية عبر جماعة الإخوان لكنها فشلت بفضل الوعي السعودي والمصري والإماراتي.

لقد عاصرنا ألعابا استخباراتية رهيبة في السنوات العشر الأخيرة، وهي على درجة عالية من الشيطنة للحد الذي لم نعد نلاحظ عمل الموساد أو الماسونية أو الصهيونية وصرنا نسخر ممن يبالغون بإرجاع كل خطأ أو جريمة للصهيونية ونقول إنهم مصابون بعقدة المؤامرة.

وكأن الصهيونية أضغاث أحلام لم تمر بأمتنا العربية ويلاتها ومصائب تجنيدها لخونة عرب يأكلون طعامنا ويسيرون في شوارعنا ويتحدثون بلغتنا ويتجسسون علينا لصالح إسرائيل. وهم قبل كل شيء يحتلون أرضا عربية طيلة 70 عاما. واحتفلوا قبل يومين بافتتاح سفارة أمريكا في القدس رغم اعتراض الدول العربية وعلى رأسها السعودية.

الاختيار بين إسرائيل وإيران غير منطقي. لأن إيران حليفة إسرائيل وعبرها سعت إسرائيل للقضاء على السنة العرب. لكن إيران فشلت في مهمتها وأربكت السعودية كل خططها.

لذا تخلت إسرائيل وأمريكا عن إيران واضطرت الأخيرة أن تنقذ نفسها عبر ادعاء مواجهة إسرائيل على طريقة «أتغدى بها قبل أن تتعشى بي». وبناء على هذه المناوشات نأمل أن تقطع إسرائيل ذراعها الإيرانية.

من أجل كل هذا تجدنا ندعم إسرائيل في حربها على إيران لأنها ستوهنها هي أولا وتضعفها وتقضي عليها وتخرجها من أرضنا العربية أو تمنع توسعها على الأقل، وعلينا أن نكون واعين لبقية أذرع الأخطبوط الصهيوني.