-A +A
عبدالله صادق دحلان
بدعوة كريمة من أخي المشرف العام على وكالة التعليم الأهلي الدكتور سعد آل فهيد كان لي شرف حضور ملتقى الاستثمار في التعليم الأهلي في الجوف الذي كان ناجحا بكل المعايير وكان مختلفا في الإعداد والطرح والنتيجة، فالجوف قد لا يعرفها البعض نتيجة جهلهم بمناطق المملكة الشمالية ولا يعرفها المستثمرون نتيجة تركيزهم على الاستثمار في المناطق الرئيسية الكبيرة، ويعتقد البعض من المستثمرين بأن الاستثمار في المناطق النائية أو الصغيرة هو استثمار غير مجد اقتصاديا وهو اعتقاد ليس مبنيا على أسس سليمة أو على دراسات اقتصادية وإنما تعودوا على نسب ربحية عالية.

والاستثمار في المناطق النائية يحتاج إلى من يقود الاستثمار، ومن حسن حظ منطقة الجوف أن يقود فكرة تطوير الاستثمار التعليمي فيها الدكتور سعد آل فهيد المشرف العام على وكالة التعليم الأهلي تسانده وتعاضده شركة تطوير التعليم الذراع القوي لوزارة التعليم بقيادة المهندس فهد الحماد وبدعم من مدير التعليم المتميز في الجوف الأستاذ فواز السالم، وباشراف ومتابعة من معالي الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم، عقد ملتقى الجوف للاستثمار التعليمي يوم الخميس الماضي وبحضور شخصي لصاحب المبادرة الأمير الشاب بدر بن سلطان بن عبدالعزيز صاحب البسمة الدائمة التي تشابه بسمة والده الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله.


وكنت حريصا على الحضور من بداية اللقاء حتى نهايته معتقدا بأنه سيكون لقاء خطب وكلمات تنتهي بتوصيات مثل بقية المؤتمرات التي حضرتها مسبقا في المملكة وخارجها، إلا أنه كان منتدى مختلفا جملة وتفصيلا حيث ركّز على الهدف وهو استقطاب الاستثمارات التعليمية وشخّص المعوقات التي تواجه الاستثمارات التعليمية ثم وضع أمام الجمهور ممثلي الجهات المعنية بالاستثمارات التعليمية والمعنيين بإزالة المعوقات الاستثمارية، وكان الحوار إيجابيا بدأه الدكتور سعد آل فهيد بكلمة أوضح فيها أن وزارة التعليم ممثلة في وكالة الوزارة للتعليم الأهلي مصمّمة على إزالة المعوقات مهما كانت وإقامة المشاريع مهما كلّفت في الجوف وفي المناطق النائية الأخرى، حيث ينبغي التخطيط لإقامة منتديات مماثلة.

وكان من أهم أسباب نجاح هذا المنتدى عزم الأمير الشاب بدر بن سلطان ورغبته وإصراره أن تنجح هذه المشاريع، ثم دعم أمين منطقة الجوف المهندس درويش بن علي آل محفوظ رغم حداثة تعيينه إلا أنه قدّم عرضا والتزاما بشفافية كاملة عارضا الأراضي المتاحة في كل منطقة الجوف ومقدّما استعداده لدعم أي مشروع يقام على هذه الأراضي وبمتابعة شخصية منه، وقلت في نفسي إن من يأتي بهذا الحماس أمينا لأي منطقة في المملكة ستنجح الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.

واستكمالا للمنظومة قدمت شركة تطوير التعليم برامج متعددة لدعم الاستثمار التعليمي،

وفي نهاية الملتقى تم توقيع اتفاقيات ما بين مستثمرين سعوديين من الرياض وجدة والشرقية والجوف وعرعر ووزارة التعليم لإقامة مجمعات مدرسية تصل قيمتها إلى 100 مليون ريال.

لقد أعدت خطة العمل قبل شهور من انعقاده، وأثبت المستثمرون السعوديون القادمون من خارج منطقة الجوف بأن الجوف منطقة جذب للاستثمار التعليمي، متمنيا على هيئة السياحة أيضا أن تعتبر الجوف منطقة جذب سياحي لما فيها من آثار تاريخية من آلاف السنين مثل مسجد عمر بن الخطاب وأول منارة إسلامية، وقلعة (مارد) التي عمرها يصل إلى 5000 سنة قبل الميلاد، وكذلك وجود أكبر بحيرة صناعية مالحة في الشرق الأوسط هي بحيرة (دومة الجندل) مناطق جذب جديرة لتكون محط أنظار السياح.

وأخيرا إذا كان البعض يجهل إمكانيات وتاريخ ومشاريع الجوف أود أن أذكر بأنه في الأسبوع الماضي تم الإعلان عالميا عن الجوف الزراعية التي دخلت موسوعة جينيس كأكبر مزرعة زيتون بالعالم التي فيها حوالى 5 ملايين شجرة زيتون.

لقد سعدت بالشباب الجديد في مجلس إدارة غرفة الجوف بقيادة المهندس ماجد الرويلي والذي أطلعني على الخطط المستقبلية لغرفة الجوف لدعم الاستثمارات في كافة المجالات بحماس الشباب.

كما أوضح لي المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة الجوف الدكتور حسن الشهراني أن الجوف تفتقر إلى الخدمات الصحية الأهلية، وهي دعوة أوجهها للمستثمرين في المجال الصحي في الرياض وجدة والشرقية لسرعة دراسة هذه الفرص فهناك رغبة أكيدة وطلب كبير على الخدمات الصحية الأهلية.

انتهت الزيارة وبكل فخر أتذكر المتميزين من أبناء الجوف وعلى رأسهم أصدقائي وزملائي معالي الدكتور حمد المانع وزير الصحة سابقا، ومعالي الدكتور فهاد الحمد وزير الاتصالات ومساعد رئيس مجلس الشورى سابقا والأديب الكاتب معالي الدكتور عبدالواحد الحميد نائب وزير العمل سابقا والدكتور الشاعر أحمد السالم وغيرهم لا تسعني مساحة المقالة لسرد أسمائهم فليعذروني.

* كاتب اقتصادي سعودي