-A +A
عبدالله عمر خياط
.. هذه مجلة ذات تاريخ مجيد.. كانت باسم «الحج» نحو 20 سنة، ولما اختار الملك فيصل السيد حسن كتبي وزيراً للحج، وكانت دعوة القومية العربية في أوج عنفوانها، قام الوزير بتغيير اسم المجلة إلى «التضامن الإسلامي»، وقد احتج رئيس تحريرها الأستاذ محمد سعيد العامودي وقدم استقالته.. وبقيت المجلة باسم «التضامن الإسلامي» نحو 20 سنة أخرى، ثم عادت المجلة إلى اسمها القديم «الحج»، ولما عين الأستاذ إياد مدني وزيراً للحج قبل 10 سنوات، وانفتح باب العمرة على مصراعيه أضيف إلى المجلة هذا المعنى فاستقر اسمها على «الحج والعمرة».

وهي بلا مجاملة ولا مبالغة مجلة راقية مبنى ومعنى، فمن حيث الورق تجده صقيلاً، والصور نظيفة واضحة سواء كانت ملونة أم عادية، أما الموضوعات فكثير منها جيد جداً وبعضها ممتاز.. زد على ذلك الهدية القيمة التي أرفقتها بالعدد الأخير، وتتمثل في إصدار العدد الثاني من المجلة الذي صدر عام 1366هـ وما فيه من موضوعات قيمة بأقلام كتاب مرموقين قبل أكثر من 60 سنة، وأنا في الابتدائية.


وكان مكتوباً وقتذاك تحت اسم المجلة «الحج» صحيفة إسلامية تصدر بمكة المكرمة، إذ كان رئيس تحريرها السيد هاشم يوسف الزواوي، أما المجلة اليوم فهي تصدر من جدة بعد تقارب مكة المكرمة وجدة، فلم يعد الانتقال بينهما يسمى سفراً، ورئيس تحريرها الأستاذ طلال قستي.

وهي بلا شك مجلة دينية تاريخية أدبية، وفي مجال الأدب اختارت المجلة في عددها لشهر رجب 1439هـ موضوعاً موسعاً عن سيدنا عمر بن الخطاب، ثم نشرت قصيدة حافظ إبراهيم في مناقب الفاروق رضي الله عنه، غير أنها حذفت، ربما لضيق المجال، نحو 14 بيتاً من الاستهلال الرائع لشاعر النيل رحمه الله.. ومن قوله:

مَولَى المُغيرَةِ، لا جادَتكَ غاديَة

من رَحمَةِ اللـهِ ما جادَتْ غَواديها

مزَّقتَ منه أديماً حَشُوه هِمَمٌ

في ذِمّةِ اللـهِ عاليها وماضِيها

طَعَنْتَ خاصِرَةَ الفاروقِ مُنتَقِماً

من الحَنيفَةِ في أعلى مَجاليها

فأصبَحَتْ دولةُ الإسلامِ حائرةً

تَشكُو الوَجيعةَ لمّا ماتَ آسيها

مَضى وخَلَّفَها كالطَّودِ راسِخَةً

وزانَ بالعَدلِ والتَّقوَى مَغانيها.

السطر الأخير:

قال جورج برنارد شو: أنت تنظر في المرآة كي ترى وجهك، لكن إذا أردت أن ترى صورة روحك فالمرأة لا تجديك، إنما ترى صورة روحَك عن طريق الفن.

aokhayat@yahoo.com