-A +A
محمد بن سليمان الأحيدب
مقولة شهيرة حكيمة خالدة قالها الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، قال: (من لا خير فيه لقريته لا خير فيه لوطنه) قالها حفظه الله رداً على من انتقد مجموعة أطباء تطوعوا لفتح عيادات فحص أثناء عطلة نهاية الأسبوع في قريتهم ومناطقها المجاورة، فكانت عبارة حكيمة شجعت كثيراً من القادرين على التكفل بمشاريع وإنشاءات تخدم قراهم ومسقط رأس الواحد منهم، فثمة فرق كبير بين المناطقية المقيتة التي تقصي الآخر والأعمال التطوعية التي تخص قرية أو منطقة أو إقليماً بعينه؛ لأنها لا تستطيع أن تشمل الجميع.

وللأمانة التأريخية فإن أول من طبق هذه المبادرة في منطقة سدير (حسب علمي ومتابعتي) هو الدكتور خالد بن محمد بن إبراهيم بن عثمان الجبير، ابن وزير العدل سابقاً ورئيس مجلس الشورى سابقاً معالي الشيخ محمد بن جبير تغمده الله بواسع رحمته، والدكتور خالد استشاري عيون في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني، وتطوع رغم طول ومشقة الدوام بفتح عيادة في المجمعة تخدم كل أهالي منطقة سدير، فكان عوناً لكثير ممن عانوا مضاعفات تأثير الأمراض على الشبكية والعيون عامة وخاصة كبار السن.


ومؤخرا ومنذ ما يزيد على سنتين تأسس في مدينة جلاجل (برنامج الطبيب الزائر) وهو نشاط تطوعي طبي كبير ومنظم، حيث تم استغلال المركز الصحي الذي أنشأه مشكوراً، وتبرع بكل تكاليف إنشائه وتشغيله وسكن موظفيه الشيخ عبدالعزيز بن علي الشويعر، فتم فتح باب التطوع أمام جميع الأطباء من أهالي جلاجل وهم كثر يزيدون عن 20 استشارياً في كافة التخصصات وذلك لاستقبال المرضى أثناء نهاية الأسبوع والعطل، وفعلا بدأت العيادات بأكثر من 10 استشاريين بينهم أطباء من خارج منطقة سدير استهواهم التطوع وانضموا إليه، ومنهم الدكتور علي بن محمد بن سلمه استشاري جراحة المخ والأعصاب وأحد أهم جراحي فصل التوائم الملتصق بالرأس.

المبادرات التطوعية شملت جميع مناطق المملكة ولله الحمد؛ لأن المواطن السعودي يملك انتماءً عالياً للوطن وللقرية والمدينة ومسقط الرأس، لو كان بيت طين أو بيت شعر في الصحراء، وفي منطقة سدير التي أعرفها بحكم الانتماء، ما كان لفريق مثل الفيصلي فريق حرمه الشهير بعنابي سدير ليصل إلى نهائي كأس أغلى الناس والمثول أمام الملك لولا دعم سخي من أهالي حرمه ووصولهم تشريف لمنطقة سدير التي نعمت مثل غيرها بخيرات هذا الوطن المعطاء وقيادته الحانية.

ما تحتاجه منطقة سدير حالياً هو حفظ مسمى (سدير) وهو اسم دونه التأريخ لأحداث مهمة ووديان وشعاب ومواقع تاريخية، وتغنى به الشعراء منذ آلاف السنين ويكاد يندثر بمسميات جديدة تذكر في مناسبات رياضية واجتماعية، فحق حفظ تأريخ سدير ومن للتأريخ غير سلمان بن عبدالعزيز الذي يفخر به التأريخ ويتشرف به التوثيق، ومثول فريق فيصلي سدير في حضرة الملك أفضل مناسبة لحفظ التسمية.