-A +A
عبدالله عمر خياط
على امتداد نصف قرن أو يزيد من العمل الصحفي والاشتغال بالكتابة في الشأن العام، واقترابي من الدكتور سليمان فقيه – رحمه الله – الطبيب والإداري الشهير في مكة المكرمة وجدة، أقول على امتداد نصف القرن أو يزيد فلم يصل إلى علمي أن داء الجرب – حفظنا الله والقراء منه – انتشر في المملكة كما هو واقع في أيامنا هذه، وخصوصاً في مدارسنا.

والجرب هو مرض بالدرجة الأولى يصيب الإبل، وقد كانت البوادي في المملكة إلى عهد الملك عبدالعزيز وردح من عهد الملك سعود – رحمهما الله – يعتمدون في حياتهم على الإبل اعتماداً كبيراً في التنقل وفي شرب حليبها والأكل من لحومها، ومع ذلك فقد كانت وزارة الصحة خلال تولي يوسف الهاجري لها، ثم حامد هرساني، ثم صاحب المعالي الشيخ جميل الحجيلان – سلمه الله -، ثم عبد العزيز الخويطر – مع حفظ الألقاب – ومن بعدهم كانت وزارة الصحة ذات صفحة بيضاء من داء الجرب. رحم الله من مات وأطال في عمر البقية.


ومعروف عن وزارة الصحة أنها تحرق من يتولى منصب الوزير فيها، ولاسيما أن اعتماداتها غير كافية لبناء مستشفيات ومراكز صحية في بلد مترامي الأطراف مثل المملكة العربية السعودية التي تتمدد على مساحة أكثر من مليوني كيلو متر مربع.

وكانت المستشفيات في الماضي قليلة غير أن الدولة حرسها الله أنشأت في كل عام تقريباً مستشفيات جديدة ما بين نجران وحفر الباطن وما بين الظهران وينبع لرعاية صحة المواطنين.

هذه العناية الكبيرة تجعلني أتعجب كيف يتفشى مرض الجرب في مدارسنا حتى أنه سافر من مكة إلى الرياض خلال أسبوعين ؟

إن مربط الفرس بالنسبة للجرب هو قلة النظافة، والمسؤولية عن ذلك تقع على وزارة التعليم أكثر من وزارة الصحة؛ إذ إن من واجبها توعية الطلاب عن طريق التشديد على مديري المدارس لحماية 6 ملايين طالب وطالبة من أبنائنا وبناتنا من هذا المرض، والوقاية خير من العلاج، وديننا يأمرنا بالنظافة ويلزمنا بها في كل ساعات النهار والليل بالوضوء المتكرر والاغتسال للطهارة والنظافة والاغتسال من الجنابة.. وإذا انتشر المرض بيننا بعد أن نكون قمنا بالتوعية الدؤوب لكافة شرائح المجتمع، فعندئذ نقول قضاءً وقدراً.

ولعل جانباً من المسؤولية أيضا يقع على شركة المياه الوطنية، فالنظافة لا تتم إذا لم توفر شركة المياه الوطنية خدمات المياه في كافة المدن والقرى.. وبأسعار معقولة.. فهل من صدى لهذا الكلام ؟

السطر الأخير:

سرتم وسار دليلكم يا وحشتي

الصوت أقلقني وصوت الحادي

* كاتب سعودي

aokhayat@yahoo.com