-A +A
عيسى الحليان
مؤتمر القمة العربية حدث عربي سنوي يعقد في إحدى العواصم العربية، وكان أول مؤتمر قمة عقد في أنشاص في مصر، وكانت المملكة في مقدمة 7 دول عربية دشنت أعمال هذا المؤتمر العربي الذي يعقد لأول مرة بعد تشكل الخريطة السياسية العربية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية واستقلال الدول العربية.

ورغم أن القادة العرب قد عقدوا أكثر من 40 قمة توزعت بين 28 قمة عادية و9 قمم طارئة و3 قمم اقتصادية، إلاّ أن نصيب المملكة كان مؤتمر قمة عربية واحداً، عقد في عام 2007، إضافه إلى مؤتمر القمة الاقتصادي الذي عقد في 2013، حيث ظلت المملكة طوال هذه الفترة تنأى بنفسها عن الصراعات والانقسامات التي تحدث في كواليس هذه المؤتمرات وذلك في ظل المحاور العربية، ومرحلة الشعارات الكبرى التي كانت تملأ فضاء العالم العربي.


لكنها بدأت في السنوات الأخيرة تأخذ نصيبها من هذه المؤتمرات، بعد أن أصبحت تحتل مقدمة الثقل السياسي العربي، خصوصاً أن المملكة معروفة بجودة ترتيباتها ودقة بروتوكولاتها وقدرتها على الاستقطاب السياسي، وليس أدل على ذلك من مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في الرياض بحضور الرئيس الأمريكي ترامب، والذي ظل لفترة طويلة يتغنى به في كل مناسبة سياسية، ويشيد بالحشد الكبير الذي قامت به المملكة خلال فترة زمنية قصيرة.

اليوم، ووسط أزمات عربية كبيرة وملفات شائكة ووضع إقليمي ودولي متأزم، تنعقد القمة رقم 29 برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز لمناقشة 7 ملفات شائكة، وحسناً فعلت المملكة في اختيار مدينة الظهران مكاناً لها لجملة من الاعتبارات المحسوبة، خصوصا وهو ينعقد في قاعة عالمية ذات مواصفات متفردة وهي التحفة المعمارية التي أقامتها أرامكو في نفس الموقع الذي تفجر فيه أول ينبوع للنفط في المملكة، وفي اعتقادي أن هذه القاعة ومدلولاتها المعرفية سوف تكون مثار اهتمام وسائل الإعلام العربيه والأجنبية، هي رسالة من المملكة للعالم حول أهمية المعرفة والإبداع الذي هو طريق المملكة لتحقيق رؤية 2030.