-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
من لم يمت بالسيف مات بغيره، تعددت الأسباب والموت واحد.. فصبرا على ريب الزمان فإنما.. لكم خلقت أهواله والشدائد. هذا ما قاله الشاعر أبو نصر عبدالعزيز بن عمر بن نباتة السعدي قبل ألف عام من الزمن تقريبا، والحقيقة إن ما قاله هذا الشاعر المبدع في تلك القصيدة، ربما كان في حينه ينطبق على حالة محددة أو فكرة بعينها، ولكن يظل البيت الذي مقدمته «من لم يمت بالسيف...»، يلقي بظله في أحداث كثيرة سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي والدولي أيضا، ويحضرني هذا البيت من الشعر كلما قامت الدنيا ولَم تقعد لأن أحد المجرمين الطغاة استعمل الكيماوي أو النابالم أو أحد أنواع الغاز لقتل الناس الأبرياء.

الحقيقة أنه ما يستحي وما عنده دم، ولا إنسانية يقتل البني آدميين بالكيماوي ليه هي سايبة ياعزيزي، يا طاغية بيك، قلنا لك مرات عدة، بس الله يهديك ما تسمع الكلام قلنا وعدنا اقتل المواطنين برأفة وحبة حبة مستعجل علي أيه. تراهم ضعوف وروحهم تطلع بسرعة، وما يحتاجون كيماوي ولا غاز، وتخسر نفسك ممكن تنوع مثلا بالرصاص، لا لا آسفين سامحنا يا طاغية صحيح الرصاصة ما تقتل إلا شخص واحد.


وممكن ما يموت يا حسرة وتروح الرصاصة «بلوشي» وتعتبر خسارة، خصوصا مع الاقتصاد السيئ لإيران والنظام، لكن معليش ممكن الإخوة الأعداء الروس قبل النفوس يعوضوكم، لأنه عمل فيه خير، وهم حريصون على اكتساب الحسنات، طيب أصلا مسموح بالصواريخ والقنابل والبراميل المتفجرة والدبابات وقطع مياه الشرب ومنع الخبز بكل خبث وقطع الكهرباء التي أصلا ما لها لزوم، حيشوفوا أيه يعني ما العرض مباشر وعلي مسرح اليتامى والمساكين وعابري السبيل وفِي الهواء الطلق كمان.

وبعدين يا أخي أيها الطاغية العزيز، بيني وبينك ترى قطع الأدوية وقتل الأطباء وسيلة جيدة ثقيلة في الميزان خفيفة على اللسان، عسى ما أحد تعافى، وبعدين تشتغل وتتعب وتعاني عشان تصيب الآدمي منهم وبكل بساطة وعدم مسؤولية يقوم الأطباء بالعلاج ما يصير هو أنت بتلعب. والسجن والخطف والاعتداء على النساء وسيلة ناعمة إذا لم تسلب الروح، فإنها تسلب الكرامة، وعاد هذي لا أحد يقدر يفتح فمه، نقطة دم واحدة ما نزفت بس كل عرق الحياء تصبب من جباه هؤلاء، حتى كادت أن تغرق شرف كل الأنظمة الدولية ومنظماتها العقيمة، التي إذا فلحت ردحت، بس الحقيقة أيها النظام ما تستحي، كيماوي ياللي ما تخاف الله، يعني رأسك وألف سيف لازم تتلذذ أكثر ما كنت قاعد في أمان الله، ذبح من هنا وسلخ من هناك كان كفاية يعني لازم تجيب لنفسك الكلام أنت و«عمانك» يعني حوالى الـ500 ألف الذين قتلتهم بدم بارد والأسلحة «الحنينة» المسموح بها هل من شخص حاسبك، يعني حبكت إلا كيماوي «شين وقوي عين».

أما أنت أيها المجتمع الدولي الهمام والبطل الضرغام أحيلكم مرة أخرى ومرات إلى قول ابن نباتة «من لم يمت بالسيف مات بغيره»، الفقد واحد والروح واحدة وأهل الميت يتجرعون نفس الحزن بنفس المرارة فالغالي خرج ولن يعد، وهم والآخرون ممن ينتظر ما عاد يهمهم كيماوي ولا نابالم أنهم فقط يريدون السلامة والسلام.