-A +A
عبدالله عمر خياط
.. من النادر أن تجد مواطناً سعودياً من مكة المكرمة أو جدة لا يلعب «البلوت»، حتى صار من المتواتر عن أهالي جدة «أنا أعرف بأهل جدة منك فهم لا هم لهم بعد توفر لقمة العيش والالتفاف في بشكة البلوت التي يقضون بها أوقاتهم».

وقد كنت ألعب البلوت. لكني أقر بالفضل في تعليمي أساليبها الفنية للأمير تركي بن عبدالعزيز – رحمه الله -، وقد كان يلعب في قصره بمدائن الفهد بجدة وكنت إلى جانبه أتعرف على طريقته في اللعب وكان يتقن اللعبة دون أن يحاول أو يلجأ إلى الغش، ولذلك اعتبر نفسي من اللاعبين على أصول البلوت، واعتبر نفسي لاعباً نظيفاً مثل الأمير تركي وكل الذين لا يحبون الغش.


والغش في لعبة البلوت مرفوض، وعنه يقول الشيخ حمزة بوقري – رحمه الله – وهو من الحريفة المشهورين في اللعبة: «الغش في البلوت كخلط الحليب بالماء» لا يقبل الغش.

وقد وددت لو أن الصحة تسعفني لكي أذهب إلى الرياض وأشارك اللاعبين في البطولة، وأتشرف بالسلام على الشيخ عادل الكلباني الذي زار قاعة الأمير فيصل بن فهد الأوليمبية في الرياض وشارك في البطولة، لكني أظنه تدحرج إلى مؤخرتها، ويكفي أنه شارك فيها، لذلك أقترح منحه نصف مليون ريال؛ لأنه ساهم باسمه ورسمه في الدعاية لهذه اللعبة، والدعاية غالية الثمن، ومن سيجد داعية يعطي «بروباجندة» مثل الشيخ الكلباني؟.. وهو من هو.. إنه قارئ القرآن بتلاوة جميلة خاشعة، وصوت شجي وإتقان للتجويد.. فهو إن خسر بامتياز في اللعب فقد فاز ولا نزكيه على الله بأعظم إنجاز في حياتنا الدنيا وهو تلاوة الذكر الحكيم حق تلاوته.

ولست أريد الخروج عن الموضوع، لكني متأكد أن الشريف فؤاد عنقاوي مؤلف كتاب عن لعبة البلوت سيكون قرير العين وهو يشاهد إقبال الشباب والشيوخ على اللعبة، وخصوصاً أن «عكاظ» قد تميزت في نشر صورة الرجل التسعيني الذي يلعب في البطولة بمشاركة ابنه أو حفيده.

وعسى لجنة المراقبة في البطولة تفرض عقوبات صارمة على الغشاشين، فكما أن بطولات كرة القدم وألعاب القوى تعاقب اللاعبين الذين يتعاطون المقويات، فالرجاء من لجنة البطولة في الرياض أن تحاسب من يغش حساباً عسيراً ولا تتساهل في ذلك أبداً.

هذه واحدة، أما الثانية أن تكون المباريات في صالة أوسع مما هي فيه.. لأن البلوت تحتاج إلى تركيز وانتباه. والزحمة تشوش على اللاعبين. والثالثة أن هناك من يفضل اللعب جالساً على الأرض، فحبذا لو هيأت اللجنة في البطولات القادمة صالة خاصة باللاعبين جلوسا.

وختاماً لقد كانت تغطية الصحف الأخرى أقل من تغطية «عكاظ»، لكن هل يدرك قارئ التواصل الاجتماعي أهمية لعبة الورقة والقراءة الورقية ؟

السطر الأخير:

«ساعة لربك وساعة لقلبك».

* كاتب سعودي

aokhayat@yahoo.com