-A +A
مها الشهري
حين تتناول الأخبار موضوعاً لانتشار مرض معد «كالجرب» برغم أن التوعية الصحية التي تزامنت مع هذه الأخبار كانت مطمئنة، إلا أن البعض من الناس يصاب بحالة من الهلع من انتشار المرض الذي قد يصيبهم أو يصيب أطفالهم بفعل العدوى، حيث إن الخوف من الإصابة يأتي في الاعتبار الأول أكثر من فهمه وكيفية علاجه ومدى سهولته إن حدث، وقد يتطور الإحساس بالخوف إلى حالة من الوسواس بسبب الأفكار المزعجة التي يتصورها الفرد، الأمر الذي ينعكس بتأثير سلبي سواء على المستوى النفسي له أو على البعد الاجتماعي في الحياة العامة.

الجرب ليس المرض الأول الذي حدث وانتشر على مدى السنوات الماضية، بل إنه حسب كلام الأطباء والمختصين أقل خطورة من أي نوع من الأمراض المعدية شرط التوجه إلى علاجه والالتزام بالتوصيات الطبية التي تمنع نقله من المريض إلى غيره، وقد تطورت أساليب التوعية للتعريف به وتوضيح التدابير الوقائية اللازمة للحد من انتشاره بما في ذلك ما نشر عن وزارتي الصحة والتعليم من تصريحات مطمئنة.


انتشار المرض في المدارس بدأ أولا لطبيعتها المزدحمة، ما برر حالة الاستنكار والسؤال عن دور وزارة التعليم، وإن كنا نعول على مسؤوليتها في جعل بيئات التعليم بيئات صحية آمنة، إلا أن ذلك لا يتم إلا بالتعاون مع الصحة المدرسية التابعة لوزارة الصحة والتي يجب أن تغطي هذا الاحتياج، أي أن المسؤولية تقع على الجهتين في الدور التوعوي والوقائي ومن ثم الدور العلاجي أثناء التعامل مع المشكلات الصحية التي قد تنتشر في المدارس.

يجب أن يتركز دور الإعلام في مخاطبة الجماهير على الإعداد النفسي المسبق واستيعاب فكرة المرض المنتشر باعتبار الجانب النفسي هو الأهم، دوره أيضا في التركيز على التوعية من خلال نخبة من المختصين الصحيين بطريقة مكثفة تمكن من التعاطي بينهم وبين المجتمع، إضافة إلى أن في هذا تجنبا لحدوث الخلل الذي يسمح بانتشار الإشاعات المستهدفة لحياة الناس واستقرارهم، وبالتالي يكون مصدرا للمعلومة الموثوقة في الوعي الاجتماعي.