-A +A
خالد الشعلان
تحدَّثَ ياسر القحطاني في ذلك المنعوت بالسناب عن الإعلاميين لا عن الإعلام، وقالَ رأيه ولكن دونما تحديد أسماء لمن ينتقدهم أو لمن يمتدحهم، وكان ذكياً في عدم تحديد الأسماء، ويبدو أنَّ ياسر يؤمن تماماً بأنَّ الإعلام لا بد أن يكون مُستقلاً برأيه لا تابعاً بقوله، لكن الأغلب من الإعلاميين لم يُعجبه ما تحدَّث به وخصوصاً بالوصف (إمعات).

وهنا أقول بهذا الشأن إنَّ ياسر له الحرية في إبداء رأيه تجاه بعض الإعلاميين، وإنَّ كُلَّ إعلامي أيضاً له الحرية في عدم تقبل رأي ياسر بل وانتقاده على ما قال، وبالنسبة لي فإنَّ رأي ياسر لا يهمني كما أنَّ رأي الإعلاميين في رأيه لا يهمني.


ما يهمني هو ماذا يقول القانون عن تصرف ياسر القحطاني؟ لا سيما أنَّ بعض الإعلاميين صدحَ بالقول بوجوب مُساءلته، وتدخل لجنة الانضباط في ذلك.

هنا أقول إنَّ لائحة الانضباط وفق المادة (الرَّابعة) تُطبق أحكام اللائحة على الفئات التالية الأندية والمسؤولين واللاعبين والحُكام والمُراقبين ومسؤولي المُباريات ووكلاء ووسطاء المُباريات وأي فئات ترى اللجنة خضوعها لأحكام لائحتها، كما أنَّ المادة (الخمسون) من ذات اللائحة تُعالج أمر أيِّ إساءة إعلاميَّة عبر أيِّ وسيلة إعلاميَّة ومنها مذكور وبالنص (مواقع التواصل الاجتماعي)، ولجنة الانضباط تنظر المُخالفة بناءً على تدخلها من تلقاءِ نفسها ودون شكوى من أحد وفق المادة (133/2/1)، أو وفق شكوى من المُتضرر وفق المادتين (133/2/6) و(82/1)، لكنَّ السؤال الكبير هنا: هل هناك إساءة من ياسر القحطاني تجاه الإعلاميين؟ عن نفسي أقول لا، فياسر قال رأياً، وكلمة (إمعات) لا تُعدُّ شتماً، حيث إنَّ التكييف اللغوي لقول ياسر في معنى الإمعات هم الأشخاص الذين لا يستقلون برأي، كما أنَّ ياسر لم يُحدد اسماً منهم ولم يُحدد الاسمين اللذين استثناهما من وصفه، فلو حدَّد الاسمين لتمَّ معرفة جميع الإمعات، ويبقى الأهم لديَّ وهو أنَّهُ لو تم نظر الموضوع من قبل لجنة الانضباط أو من القضاء العام فحتماً سيكون القرار والحكم هو (رفض الدعوى لعدم وجاهة إقامتها).

لكن ماذا عن لاعب الفيحاء الأجنبي اسبريلا..؟ الذي ارتكب في موقع تواصل اجتماعي سلوكا مشينا تجاه نادي الأهلي، هذه المُخالفة نامَ عنها الإعلام وغفل، والسؤال هل ثارَ الإعلام تجاه ياسر القحطاني لأنه تناول الإعلاميين بينما صمتوا تجاه حادثة اسبريلا لأنه لم يوجه المخالفة لهم..؟ وبالتالي نكون أمام إعلام يغضب لمصلحته، لكنه لا يغضب تجاه المُخالفة، فهو يهتم بمن هو المُتضرر دون أهميَّة لواقعة الضرر.

ما قامَ به اسبريلا تجاه الأهلي هو مُخالفة جسيمة تتطلب تدخل لجنة الانضباط أو تدخل نادي الأهلي وفق النصوص القانونيَّة التي أشرتُ لها، ولكن العتب على (بعض) الإعلاميين الذين باتَ عندهم كيان الأهلي مثل كيان ناد في جزر الواق واق، إنَّها مُفارقة عجيبة حينما يغضبون تجاه ياسر في قوله لرأي وينامون تجاه اسبريلا وهو يتعرض لنادٍ بأكمله..!! أختم بأنَّ مُخالفة اسبريلا مرَّت مرور الكرام على رئيس الأهلي ونائبه فهل السبب لأنه راقٍ، أم لأنّ القلعة بلا أسوار..؟

خاتمة

يأتي يقينًا كي يراود قمحَهُ

ويعود كالإيمان يقرأ لوحَهُ