-A +A
عبدالله عمر خياط
.. الحلال الطيب الشهي أن يتزوج الشاب وأن تتزوج الفتاة، ونادراً ما يكون ذلك سراً، بل الأصل فيه الجهر وهو الواجب الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «أعلنوا هذا النكاح في المساجد واضربوا عليه بالدفوف».

وأرشد عليه الصلاة والسلام عبدالرحمن بن عوف عندما تزوج قائلاً: «أولم ولو بشاة»، فالزواج هو مناسبة اجتماع الشمل وهو يوم فرح وسرور حتى أن صالات حفلات الزواج تسمى صالة أفراح كذا...


ويحضر الزواج والدا العريسين وأقرباؤهما وأصدقاؤهما والجيران، وتمد فيه موائد الطعام، ويغني الفنان عند الرجال، والفنانة عند النساء أو على الأقل يتم تشغيل مسجل، ويرقص كثير من الحضور تعبيراً عن فرحتهم وابتهاجهم بهذه المناسبة السعيدة السارة.

ولا مبرر ولا مسوغ لتحويل هذا الفرح وهذا الرضا والابتهاج من الطرفين إلى نكد وكدر ومكايدة ولا إلى طلاق.

ولهذا السبب سمي الانفصال بين الزوجين أبغض الحلال.. لأنه حوّل «الميثاق الغليظ» حسب التعبير القرآني إلى خيط رقيق واهٍ، سرعان ما ينقطع إذا لم يتدخل العقل بين طرفي الميثاق الغليظ.

أكتب هذا بعد أن طالعت في «عكاظ» بتاريخ 13/6/1439هـ: أن 15 قضية طلاق ترفع إلى المفتي من مدينة جدة يومياً، فتألمت لما آل إليه حال الشباب والشابات الذين ينتهي بهم الفرح إلى ترح وانفصال عن بعضهم، وربما كان بينهم طفل أو أطفال، ويتشرد الأبناء والبنات.

لقد جعل الله بين الزوجين مودة ورحمة، لكن على الآباء والأمهات أن يتقوا الله في تربية أولادهم، فبنات الناس لسن لُعَباً يلعب بها الشباب، وكذلك أولاد الناس لهم حق الطاعة والاحترام حتى تستقيم الحياة الزوجية ويبارك الله فيها.

كما أن على القضاة، ونحن لا نتدخل في أحكام القضاة، أن ينظروا بعين المصلحة في لم الشمل ورأب الصدع وحماية الذرية من الضياع والتشرد ما دام في الشريعة المطهرة متسع من الأقوال التي تبني البيوت ولا تشتتها وتجمع بين الزوجين ولا تفصلهما. والله المستعان.

السطر الأخير:

لَولا الحَياءُ لَعادَني استِعبارُ

وَلَزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُ

aokhayat@yahoo.com