-A +A
عبدالله عمر خياط
.. لا مناص من الاعتراف أن الرأي العام قد تغير 180 درجة، وأن الفرد كان يقرأ الجريدة ويقارن بين أخبارها على الصفحة الأولى وما شاهده على التلفزيون أو ما لم يظهر من قبل في الإعلام فتعتريه الدهشة لكل جديد. أما اليوم فلم يعد يعبأ بالأخبار وقد غابت الدهشة القديمة باكتساح وسائل التواصل الاجتماعي لكل جديد وكل مدهش.

ولا مناص أيضاً من القول إن هذا الرأي العام قد انقسم إلى شرائح، فشريحة تبحث عن محتويات الصفحة الأخيرة في الصحيفة، واثقة أن جرعة «البروبغاندة» فيها قليلة.. بل تتضمن معلومات خفيفة لطيفة، وأحياناً مخيفة. وشريحة لها كاتب محدد مثل محمد الحساني في «عكاظ»، أو جهاد الخازن في الحياة، أو مشعل السديري في الشرق الأوسط. وشريحة وهي واسعة لا يهمها إلا القصائد الشعبية.


وقد اقترنت الرياضة، وخصوصا كرة القدم، بالمال، وغداً سنسمع عن صفحات رياضية قد انتقلت إلى صفحات الاقتصاد، لأن الرياضيين لم تعد تكفيهم عشرات الألوف بل انتقلوا إلى خانة الملايين، أما المشاهير منهم فملايينهم ليست بالريالات بل بالدولارات واليوروهات.

ولقد زارني الأسبوع الماضي أخي السفير محمد أحمد طيب رئيس نادي الوحدة، نادي مكة العريق، وبما أني كنت رئيس رابطة مشجعي هذا النادي من أهل مكة الذين انتقلوا إلى جدة فقد حزنت أن الذين يرفدون نادي الوحدة بالمال ما زالوا في خانة الألوف، ولذلك ما أرى علاجاً لأزمة الوحدة المالية إلا أن تتحول التبرعات السنوية هذه إلى شهرية، لعل وعسى أن تفي هذه المبالغ بمتطلبات الرواتب ومكافآت اللاعبين والنفقات الإدارية لنادي الوحدة الذي يستاهل من أبناء مكة الدعم السخي.

ومثل الوحدة نادي حراء وناديا أُحد والأنصار، والدعم ليس مطلوباً من أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة فحسب ولكنه من عموم أثريائنا السعوديين الذين إذا سافروا افتخروا بأنهم من البلاد المقدسة فإذا فتحوا محفظاتهم كتبوا شيكات تبرع للهلال والنصر والقادسية والاتحاد والأهلي والشباب.

ومن ناحية أخرى فإن على الصحافة وخصوصاً صحيفة «مكة» وصحيفة «عكاظ» التي توزع في مكة وجدة أكثر من غيرها من الصحف، أن تمنح تغطية يومية لأحداث وأنشطة نادي الوحدة ولاعبيه ورجاله.

السطر الأخير:

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته

ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

aokhayat@yahoo.com