-A +A
حمود أبو طالب
لنتوقف عند الخبر الذي نشرته «عكاظ» يوم أمس في صفحتها الأولى بعنوان «هل تشهد واشنطن قمة لحل الأزمة الخليجية» ومضمونه يفيد بأن مسؤولين أمريكيين صرحا بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وأمير قطر تميم بن حمد يعتزمون زيارة واشنطن خلال شهري مارس وأبريل القادمين للقاء الرئيس ترمب، وسيشمل جدول الأعمال التمهيد أو التحضير لعقد قمة لمجلس التعاون الخليجي خلال الصيف القادم لمناقشة جهود السلام في الشرق الأوسط وموضوع إيران.

الخبر أشار في مقدمته إلى تصريح لمسؤولين قطريين بأنه لم تعد تلوح في الأفق إمكانات لحل الأزمة الخليجية، وأن قطر تستجدي واشنطن التدخل لحل الأزمة، وإذا كان ذلك كذلك فما الذي يجعل قطر تماطل بالرفض المستتر والمعلن لمبادرات الحلول في الإطار الخليجي من خلال الوساطة الكويتية والتأكيدات المتكررة لدول المقاطعة بأنه ليس مطلوبا منها سوى الكف عن ممارساتها التآمرية الضارة ودعم التنظيمات الإرهابية والتدخل في الشؤون الداخلية للغير وتهديد أمن الخليج بالوجود الأجنبي الإيراني - التركي ودعم الحركات الانقلابية الانفصالية المتواطئة مع أعداء الخليج والعرب كالحوثيين، فإذا ما التزمت قطر قولاً وفعلاً بذلك فإن الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة ترحب بها وستضعها في مكانتها الخليجية والعربية التي كانت عليها قبل تورطها وسقوطها في مستنقع المؤامرات.


لكن يبدو أن رهانات الدوحة على الراعي الأجنبي ما زالت قائمة لأنها تعتقد بإمكانية فرضه حلولا توفيقية ومقاربات لمطالب أطراف المقاطعة وربما لفتح مسار للحوار يمكن خلاله تمييع جوهر الأزمة وأسبابها الأساسية والخروج إلى مسارات جانبية وجزئيات هامشية، وبذلك تستطيع قطر اللعب بورقة الوقت ثم تمرير بقية فقرات مشروعها تحت طاولة الحوار أو المفاوضات التي تأمل أن يتبناها الراعي الأمريكي. هذا احتمال ممكن الحدوث لو حدثت تنازلات لدول المقاطعة منذ البداية أو كانت هناك ثقة مطلقة بأن أمريكا يهمها فعلا استقرار الخليج العربي بعلاقات طبيعية بين دوله، لكن يمكن الجزم بأن التنازلات غير واردة بعد هذه الفترة من الأزمة والتصرفات الحمقاء المستمرة من قطر، إضافة إلى الوعي الكبير الذي أصبح موجودا لدينا بدور الطرف الأمريكي في كل ما يحدث في المنطقة العربية، والذي لن يستمر إلا بعلاقات مشروخة بين بقية دوله المتماسكة، وقد تم اختيار قطر لتنفيذ هذا الدور القذر برعاية غربية، وأمريكية تحديدا.

لذلك، لا بأس من الذهاب إلى واشنطن ولكن بنفس الشروط ونفس الموقف مع الحذر من الراعي الأمريكي ومن العميل القطري، الذي لو كان جادا ومخلصا في نواياه لطلب الاجتماع مع أشقائه في أي عاصمة خليجية.