-A +A
إبراهيم عقيلي
كل الإعلاميين في الوسط الرياضي يمارسون نقدهم بشكل طبيعي، يحللون ويستنتجون ويوجهون نقدهم ومديحهم كيف ما يرون وكيف ما تمليهم عليهم رؤيتهم، ماعدا الإعلامي المتخصص في الشأن الأهلاوي، فهو يكتب وفي رأسه ألف رقيب، يكتب وحرفه بين كماشتين، كماشة الإدارة وكماشة الجماهير، ولا يمنع أن تنغزه شوكة زميل يكتب في الشأن ذاته، أو تهمزه حكاية «موسوس». فلو قدر الله عليك أن تكون متخصصا في الإعلام الأهلاوي ستعاني حتما من حالة الخصام التي يشهدها طرفا الصراع. وقد يكون السبب أن الإدارات الأهلاوية المتعاقبة على النادي قد اعتادت على خفيف النقد، وحلو الكلام، ولم تعتد يوما على صراحة الصحفيين وموسهم، وربما أن ذلك الدلال شعر به المدرج الأهلاوي والذي ينتظر اليوم أن يقول كلمة بعد أن نبه الجميع من جسامة الموقف وطالب مبكرا بتصحيح الوضع، وتحديدا بعد أن غادر الفريق من الآسيوية، وبلغ الآن لدرجة الاحتقان، فلم يعد يثق بالإعلام الأخضر ولا بالإدارة التي همشته كثيرا.

وفي ظل تلك الأزمات يقف اليوم الصحفي موقفا لا يحسد عليه، فإما أن ينتقد الإدارة وتمطره بوابل من رصاص الخيانة، تلك الكلمة التي باتت ترددها الإدارة كثيرا ملوحا بأياد خفية تخطط لفشلها، وإما أن تمتدح ما تراه يستحق المديح فتهب عليك الجماهير الغاضبة لتلصق بك التهم، ابتداء بالنفاق وانتهاء بالمنفعة.


كل ذلك لا يهم عندما تقرر أن تمارس نقدا موضوعيا ترى من خلاله أن تساعد في بناء كيان تربيت صغيرا على حبه، وترعرعت في عشق أهازيجه. لكن الذي يحز في النفس أن تطالك الاتهامات الجارحة يوما تلو الآخر، فتقرر فجأة أن تتخلى عن الكثير من الرؤى وتساير الموجة فترفعك حينا وتهوي بك حينا آخر، وتصل لك في نهاية الأمر إلى لا شيء، فلا أنت الذي قلت ما تريده بتجرد ولا ذلك الذي تحقق للنادي من الطموحات.

لعل هذه الصورة تصل كما هي للمسؤولين في النادي الأهلي ولعلهم يعملون على مد جسور جديدة مع الجماهير المحتقنة والتي تريد أن يصل صوتها، فحتما سيساهم لقاء ودي بين الطرفين بحل الكثير من القضايا. والحال مع كل الداعمين للنادي وإعادتهم إلى ساحات القلعة والتي تحتاج إلى الجميع في هذه الأثناء.