دخيل السعدي
دخيل السعدي
-A +A
دخيل عبدالله السعدي
لدينا كثير من الطاقات الفكرية المعطلة، رغم حاجة المجتمع لها في كثير من المجالات، ولا أحمل أي جهة مسؤولية تلك الكفاءات المهدرة، سوى وزارة التعليم، فعندما نحول مسار التعليم جذريا من معرفي إلى فكري، عندها نراهن على نتائج تفوق التوقعات وفي وقت وجيز، فالفكر العربي عموما والسعودي خصوصا يمتلك صفاء، ومن أسباب ذلك إكرام هذا الفكر بالدين الإسلامي وهو بكل تأكيد يسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في نقاء وصفاء فكري.

المنهج التعليمي في مدارسنا معرفي، حتى لا يظن أحد أنه فكري، وحتى بعض المواد العلمية هي في الحقيقة معرفية بحتة، وهناك فرق كبير بين التفكير والتفكر والتذكر، علومنا جميعها تذكر أي معرفية، أما التفكير والتفكر هذا معطل حتى إشعار آخر.


من المؤسف أن تنفق هذه الأموال وتسخر القدرات، ناهيك عن زخم التعاميم وما يصاحبها من أنشطة وبرامج أحياناً لا منهجية، وفي الأخير لا تجد هناك قناعة سواء من المعلمين أو المتعلمين عن مستوى التعليم، والسبب في ذلك عدم وجود القيمة العلمية للمادة الدراسية، لدرجة أنه في كثير من الأحيان يغلب النوم على المتعلم وهذه حقيقة، فالجانب الانفعالي والفكري عنده معطل ولكن عندما يتلقى البرامج الفكرية والانفعالية عبر المواقع الإلكترونية يمكث الساعات الطوال، ويطرأ تغير مباشر في فكره، وهذا أيضاً له سلبيات خطيرة إذا لم يكن تحت مظلة تعليمية وذات مسؤولية.

واستغرب عندما أسمع أن هناك بعض الأنظمة ليس لديها القدرة للتعامل مع مخرجات تعليمية من هذا النوع واستيعابهم، رغم ما تنفقه الدولة على التعليم من ميزانيات ضخمة، ومتابعة حثيثة من قادة هذه البلاد وفقهم الله إلى الارتقاء بأبناء الوطن.

alsaadi_da@hotmail.com