مهند الغامدي
مهند الغامدي
-A +A
مهند الغامدي
عندما بدأت لعبة كرة القدم منذ حوالى أكثر من قرن، كانت مجرد لعبة، جلد منفوخ يتنافس عليه 20 لاعبا (باستثناء) الحارسين، أساسها وضع الكرة بين الخشبات الثلاث.

مثلما تشاهد أطفال الابتدائية يلعبون في المدرسة، كانت الفرق والمنتخبات تلعب بنفس العقلية والمستوى حتى الستينات ميلادية بدأت تتطور شيئا فشيئا، برز نجوم غيروا من شكل الكرة وطريقة لعبها، وأصبح العامل الأساسي لتطور اللعبة هو ميلاد مواهب أمثال كرويف وبيليه وزيكو وبيكنباور ومولر وأوزيبيو وبوشكاش وغيرهم.. فاللاعب في ذلك الوقت هو الفريق، باستطاعة لاعب واحد أن يعمل كل شيء لفريقه، وأكبر مثال بوشكاش مع المجر وأوزيبيو مع بنفيكا.


دخل الاحتراف.. فأصبحت اللعبة مهنة.. شغفا.. تجارة.. معها تغيرت مفاهيم جذرية، الموهبة ليست هي المعيار الأهم الآن حتى تصبح لاعبا ناجحا، بل أغلب اللاعبين الموهوبين لا يستمرون، والشواهد كثيرة؛ لأن تأثير اللاعبين وارتجالاتهم لا تفيد إلا في قليل من المباريات. أصبح اللاعبون كجنود الشطرنج يحركهم صاحب الخطة والإستراتيجية، نعم المنافسة والحرب من يديرون اللقاء من هم خارج الميدان.

شخصيا أرى أن اللعبة تطورت بتطور فكر المدربين وخاصة في السنوات العشر الماضية، كم من فريق صاعد نافس والسبب مدرب، كم من لاعب كان يتهاوى بين الفرق بأبخس الأثمان حتى أعادوا اكتشاف أنفسهم وأصبح سعرهم يفوق الـ40 مليون يورو.. والسبب توظيف مدرب.

المدرب في تصوري الآن أهم من اللاعب، ولأن الدوري السعودي يعتبر من الدوريات الاحترافية (الناشئة) قد يصعب عليك إيجاد مدرب كفء يستطيع بسهولة فهم عقليات وإمكانات اللاعبين وإخراج كل ما لديهم بالطريقة التي تناسب نهجه الفني، وإن وجدت لا تجعله يفكر بالرحيل! لنا في النصر مثال بعد غياب سنين طويلة عن المنافسة عاد النصر بعد قدوم كارينيو وابتعد النصر سريعاً بعد رحيله، مع أن الأسماء في النصر هي نفسها، لكن لم نعد نشعر بيحيى ولا شايع ولا غالب؛ والسبب تركوه يرحل!

مع المستويات والمنجزات التي حققها دياز مع الهلال، يأتينا ذلك الخبر الغريب بإقالته في آخر مراحل الدوري والصدارة، هل أستطيع أن أقول مبروك مقدماً للأهلي؟.. ما أتوقع بوجود ريبروف!