-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
«نعم نريد أن نقيم إمبراطورية»، بكل وضوح قالها أحد قادة نظام الملالي قبل أيام مسترسلاً على أن هذه الإمبراطورية الفارسية ستضم إليها كلا من العراق وسورية واليمن ولبنان وفلسطين وأفغانستان. هي هواجس الفتنة تعصف بنظام الملالي، أحلام إمبراطورية بائدة وكأنهم لا يدركون أن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء وأن الساعة وإن توقفت في لحظة ما أو في مرحلة ما فإن الزمن يسير إلى الأمام وعندما يتم إصلاح الساعة تعود عقاربها للالتحاق بالزمن الحالي لا بالزمن الماضي.

نظام الملالي يحمل مقصاً في يده كطفل التحق حديثاً برياض الأطفال ليتعلم تلوين الصور الفارغة وقصّ الأوراق المسطرة فإذا بالملالي يحملون هذا المقص، مقص الفتنة والقتل والموت ويسعون لجعل دولاً عاثوا فساداً ودماراً فيها أن تصبح إمبراطورية لهم تكون تعويضاً عن إمبراطورية فارس التي قضى عليها العرب في ذاك التاريخ المشرف، وهم لا يدركون أن قصقصة الدول لا تصنع إمبراطورية وأن الفتنة لا تصنع ملكاً وأن الملك لا يقوم على أيدي المغرضين.


الإمبراطورية التي يسعى إليها الملالي هي كيان غير قابل للحياة، هي وإن كانت مجرد فكرة كابوس للإنسانية وللقيم البشرية التي تصون نظام هذا العالم. فلا سورية ولا اليمن ولبنان وفلسطين وأفغانستان ستتغير هويتهم وستتغير شعوبهم وإن كانت الحافلات الخضراء تحاول في سورية أن تحدث فرزاً ديموغرافياً فإن الحافلات ما كانت يوماً تصنع تاريخاً ولا مستقبلاً، الحافلات لا تتسع للشعوب لكنها تتسع للميليشيات المرتزقة للعصابات المذهبية للقتلة، وهي صالحة لنقل المجرمين إلى السجون وليس لنقل الشعوب خارج أرضها.

من جهة أخرى، في محاولة من نظام الملالي لابتزاز العالم، هدد عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني، بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، إذا لم تحصل بموجبه على مزايا اقتصادية، وإذا استمرت البنوك الكبرى في إحجامها عن التعامل مع إيران.