-A +A
أحمد عجب
حتى أكون صريحاً معكم، أود أن أقول إنني لا أحب مقالات محمد السحيمي؛ لأنه يتعمّد أزعاج القارئ بعلامات الترقيم التي يحشو بها زاويته، فتجد ثلاثة أرباعها تقريباً فواصل ونقطاً وشرطات وعلامات تنصيص وأقواساً وإشارات مائلة، وكأنك تسير في شارع مليء بالحفريات وأعمال الصيانة (انتبه: أمامك تحويلة)، والأكثر فزعاً من ذلك أنه يدخلك في موضوع ويطلعك من موضوع ثانٍ قبل أن يتوه ويتوهنا معه، ويبدأ تحليله بعبارة «وش كنا نقول؟!»، ولا أدري حقيقة أمام كل هذا كيف يصفونه بالكاتب الساخر؟!

قبل أيام تخلّى هذا الشخص عن ابتسامته، وظهر متشنجاً وهو يتحدث بإحدى الفضائيات عن الأذان عبر «المايكرفون»، مدعياً أنه يزعج المصلين والأطفال الصغار، وأنه يثير الفزع في البلد، ومطالباً بتقليل المساجد؛ لأنه يراها «مساجد ضرار»، لقد توقعت من كثرة حماسه في تلك الليلة أن تصيبه نشوة الزار فيسقط من على كرسيّه ويبدأ في الارتعاش والصراخ: لا للأذان.. لا للأذان.. طفوا المكرفونات!


لطالما لام هذا الكاتب حركة الصحوة والشيوخ المحرضين، ولطالما تأسف على الشباب الصغار المغرر بهم من قبل الظلاميين وغير الظلاميين، فكيف استطاعوا الوصول له وإقناعه بهذه الأفكار التغريبية المتطرفة؟ وأين كان عقله حين قبل الظهور على الهواء وسط هذه الجموع الغفيرة من المشاهدين حاملاً «الحزام الفكري الناسف»؟

الفكرة التي طرحها غير مقبولة، والمعارضة لن تكون من فئة محددة فقط، بل من الجميع، فالدعوة لدخول أي عبادة في الدنيا تحتاج لطريقة معينة، وأكاد أجزم بأن الأذان أجملها وأخفها وأرحمها.

أكثر ما آلمني في حديثه هو سخريته من قلة المصلين في بعض المساجد حين اقترح أن يتم السحب على جموس الهيئة من باب التسويق للعبادة والعياذ بالله، ولهذا اقترح بالمقابل عرضه على شيخ رقية فقد يكون به مس أو مسحوراً؛ ليقرأ عليه وينفث عليه بعضاً من الماء «المقري عليه»، ولا بأس في أن يكويه كيتين على رأسه حتى يتشافى من الشحنات الكهربائية. هدانا الله وإياه إلى سواء السبيل.