تركي آل الشيخ
تركي آل الشيخ




عبدالله المبارك
عبدالله المبارك




 علي العيسى
علي العيسى




بعثة المنتخب السعودي الأول لكرة اليد المتأهل لمونديال كأس العالم 2019
بعثة المنتخب السعودي الأول لكرة اليد المتأهل لمونديال كأس العالم 2019
-A +A
عثمان الشلاش (بريدة) othman_31@
رغم الحراك الرياضي الحالي من قبل هيئة الرياضة بإطلاق بطولات دولية لكرة الطائرة والسلة واليد، يبقى السؤال مطروحا ماذا حدث للألعاب المختلفة؟ ومن المتسبب في وصولها إلى هذا المستوى من الانهيار؟ حول قلة اهتمام الأندية الرياضية بالألعاب المختلفة من جميع النواحي، التي لم تعد تجد الاهتمام والمتابعة من قبل الرياضيين كما كان في السابق، سواء الجماعية مثل «الطائرة، السلة، واليد»، أو الفردية مثل «الملاكمة، المبارزة، سلاح الشيش، الكاراتيه، والتايكوندو». إذ يرى الكثير من المنتمين لهذه الألعاب سواء لاعبين أو إداريين ومدربين أن الاحتراف بعد تطبيقه في عالم «المجنونة» كرة القدم وإجماع الجماهير على أنها اللعبة الشعبية الأم في العالم؛ تجاهل الألعاب المختلفة بشكل كبير، كما لم يعد لها إلا «الفتات» تعيش عليه. تهميش إعلامي، وضعف موارد مالية، ومقاعد مدرجات خالية، هذا هو الوضع لهذه الألعاب التي تحقق ميداليات في كثير من الأوليمبيادات التي يشارك لاعبونا بها كممثلين للوطن. ولأجل الوقوف على أهم الأسباب الرئيسية حول تراجع هذه الألعاب ودخولها حالة «الغيبوبة»، توجهت «عكاظ» إلى عدد من الخبراء الرياضيين في الألعاب المختلفة، الذين قالوا:

كرة القدم السبب!


بداية، تحدث اللاعب السابق الإداري الذي عمل في الاتحاد السعودي لكرة السلة عبدالبديع لاري قائلا: «أعتقد أن الاحتراف في عالم كرة القدم هو سبب التراجع الكبير في الألعاب المختلفة، كما أنه يجب أن يتم فصل الأندية الرياضية للألعاب المختلفة لأجل أن تكون مستقلة مثل ما هو معمول به في أمريكا وأوروبا، مثل أن يكون النادي متخصصا في كرة السلة أو الطائرة أو أي لعبة، كما أن هناك أمرا آخر تسبب في تراجع الألعاب المختلفة وهو ضعف الاهتمام الإعلامي بشكل كبير في السنوات الأخيرة، إذ لا يقوم الإعلام بتغطية الأحداث، ولا نقل المباريات على الهواء مباشرة، عدا بعض المباريات الكبيرة مثل الديربي أو الكلاسيكو».

وأضاف لاري: «أتمنى من رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ أن يعيد الحياة لهذه الألعاب من جديد، وأن تكون البداية من المدارس والقطاعات العسكرية، بدعمها ماليا وتقديم الحوافز لتعود الحياة للصالات الرياضية والميادين التي تمارس بها هذه الألعاب».

الحل لدى الهيئة

من جانبه، قال عضو الاتحاد السعودي لكرة الطائرة السابق عبدالله سليمان المبارك: «إنهم ينتظرون انتشال هذه الألعاب من جديد وبث الأمل بعد أن تسبب عدد من الأندية في إهمال تلك الألعاب وذلك بعدم صرف مبالغ مالية عليها أسوة بلعبة كرة القدم».

ووجه المبارك رسالة إلى رئيس الهيئة تركي آل الشيخ قال فيها: «أملنا فيك بعد الله عز وجل أن يكون هناك اهتمام كبير من قبلكم، ويكون للألعاب المختلفة نصيب وافر من هذا العطاء الذي شمل رياضة الوطن في الآونة الأخيرة، كما يجب أن تتخصص الأندية في الألعاب المختلفة، كنا في السابق نسمع أن ناديا ما مبدع في كرة الطائرة، وناديا آخر في السلة أو التايكوندو، أما الآن فليس هناك تميز لأي نادٍ».

وأضاف المبارك: «هناك نقطة أخرى عملت على تراجع الألعاب المختلفة وهي عدم اهتمام مجالس إدارات الأندية بها، حتى عندما يتم توزيع المناصب الإدارية على أعضاء مجلس الإدارة يتهافت الجميع على لعبة كرة القدم وتترك بقية الألعاب ليديرها متطوعون من خارج مجلس الإدارة، مما يؤدي لضعفها، وإذا ما أردنا عودتها لابد من إيجاد أكاديميات خاصة بالتدريب والتأهيل وجلب مدربين متخصصين، مع تسليط الضوء الإعلامي لإبراز المواهب، وإقامة معسكرات خارجية، وتحفيز الجماهير للعودة للصالات المهجورة».

اتحاد اللعبة «غير مهتم»

فيما حمل رئيس مجلس إدارة نادي النجوم عبدالرحمن الكليب مسؤولية غياب الألعاب المختلفة لاتحاد اللعبة نفسها بعدم دعمها ماديا ومعنويا، وقال: «للأسف معظم اتحادات الألعاب المختلفة تعتمد كليا على الهواة، لذلك تجد القليل محبا لممارسة هذه الألعاب، وليس هناك ما يشجع على الانضمام للألعاب المختلفة لأنه في السابق لم يكن هناك احتراف، لذلك تجد اللاعب يتجه للعبته المحببة كرة القدم التي تجد الدعم من اتحاد اللعبة ماديا». وأضاف: «في ظل الدخول لعالم الاحتراف وما يصرف على كرة القدم من ملايين قل توهج الألعاب المختلفة، لدرجة أن بعض الأندية التي كان لها باع طويل في الألعاب المختلفة اختفت».

وناشد الكليب رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ بدعم هذه الألعاب ماديا، إضافة إلى حث الاتحادات على الاهتمام ووضع الحوافز المادية المغرية التي من شأنها رفع مستوى الألعاب فنيا كي تعود المنافسة.

من جهته، قال عضو الاتحاد السعودي للكاراتيه السابق عبدالله القناص: «أعتقد أن غياب الألعاب المختلفة عن المشهد يعود لقلة الدعم المادي، إذ إن بعض الأندية ألغت عددا من الألعاب الفردية والجماعية وصرفت الميزانيات على كرة القدم، لذا لابد من تقديم الدعم المادي والاهتمام باللعبة ومخرجاتها، لأن ذلك ينعكس على الوطن ومشاركاته الخارجية من خلال المنتخبات الوطنية». وأضاف: «الدعم المادي يكون من قبل اللجنة الأوليمبية للاتحادات الرياضية وتخصيص ميزانيات خاصة بتلك الألعاب، وإلزام الأندية بصرفها عليها، والمتابعة بدقة، ومحاسبة المقصرين، وتخصيص أندية تعنى بتلك الألعاب، مع العلم أن هناك وعودا متواصلة من اللجنة الأوليمبية بمضاعفة الدعم المالي لأكثر من 5 مرات، لكن للأسف لم يحدث شيء، لذا نأمل من رئيس الهيئة تنفيذ ما وعد به عند تزكيته لرئاسة اللجنة، فقد كان من بين برنامج عمله الاهتمام بهذه الألعاب وتوجيه دعم خاص لها على مستوى المنتخبات والأندية».

ألعاب مهمشة

أخيرا، قال مدرب التايكوندو بالاتحاد السعودي الوطني علي العيسى: «أعتقد أن الألعاب المختلفة مهمشة، ولا يلتفت لها أحد إلا عندما يحقق لاعب ميدالية ذهبية في الأوليمبياد، فتجد التسليط الإعلامي عليه لفترة محددة دون البحث عن الطريقة التي أخرجت هذا المبدع وكيف نطور من لعبته». وأضاف: «للأسف نحن محاربون والكل ينظر لنا على أننا عبء على الرياضة السعودية، ولا يعلم الجميع أننا نحتاج إلى مراكز متخصصة لأجل إبراز وإنجاب المواهب، إذ تتحمل الأندية الرياضية هذا الإهمال لأنها تهتم بالمشاركة فقط دون البحث عن المواهب والبطولات، فلكم أن تتخيلوا أن بعض مسؤولي الأندية لا يعلم ما هي الألعاب المسجلة لديه أساسا، لذا لا بد من الاهتمام، فنحن «نغرق» في بحور النسيان، وأملنا في الله ثم في رئيس الهيئة تركي آل الشيخ لإنقاذ هذه الألعاب من الاندثار وبالتالي النسيان».