-A +A
طارق فدعق
عنوان المقال لا علاقة له بالأرقام: لا بالرقم 7، ولا بالرقم 2، ولا برمز الرقم 5 باللغة الرومانية القديمة V... ففي لغة الإشارة هذا الرمز له العديد من المعاني. ويتكون من رفع إصبعي السبابة والوسطى بزاوية حوالي 30 درجة، مع ضم باقي الأصابع وتوجيه راحة اليد بعيدا عن موجّه الإشارة. وكان أشهر من استخدمها هو رئيس وزراء بريطانيا «ونستون تشرتشل» وبالذات خلال فترة توليه المنصب القيادي خلال الفترة 1940 إلى 1945 ضمن سنوات الحرب العالمية الثانية. والطرفة هنا أنه عندما بدأ باستخدامها، وجه راحة يده نحو صدره فاختلف المعنى تماما فبتلك الحركة البسيطة يصبح المعني سيئا للغاية، ومهينا جدا لدرجة لا تسمح بتفسيره على صفحة جريدة محترمة كهذه. وبعدما أدرك المعنى كان حريصا على وضع راحة اليد في مكانها الصحيح لتصبح الحركة اليدوية علامة النصر، بل وأصبحت إحدى بصمات تشرتشل التاريخية، لأن حرف V يرمز لكلمة النصر Victory... وأحد الاستخدامات الجديرة بالذكر لهذه العلامة كانت من رئيس وزراء الكيان الصهيوني «ليفي إشكول» الذي تولى هذا المنصب في الفترة 1963 إلى وفاته عام 1969. وشوهد في العديد من المناسبات بعد حرب 1967 وهو يلوح بها حتى بعد انتهاء الحرب بفترة. وعندما سئل عنها قال هي ليست بمعنى النصر وإنما بمعنى أحد الأمثال العبرية القديمة التي تبدأ بحرف V وهي «في كيب مينا رويس كيبدوف».. ومفادها «ويش يخرجنا من هال الحوسة».. وهي باللغة اليديشية التي تخلط بين اللغات العبرية، والألمانية، والبولندية، وبعض اللغات الأوروبية الأخرى.. والمقصود هنا هو أن الكيان الصهيوني احتل أراضي أكثر بكثير مما كان يحلم بها، وعليها أعداد كبيرة من الإخوة الفلسطينيين، وارتبطت بها مسؤوليات أمنية كبيرة وكثيرة... يعني «إشكول» كان يستخدم العلامة لكي يرمز إلى الورطة التي دخل فيها الكيان الصهيوني عندما احتل مساحات شاسعة من الأراضي لم تكن على الحسبان، بل ولم تكن في خيال أي أحد قبل نكسة 1967.

ونجد أن العديد من الاستخدامات الأخرى كانت غريبة.. ومن أشهرها تجسده صورة الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون وهو على باب الطائرة الهليكوبتر في ساحة البيت الأبيض في آخر لحظاته كرئيس للولايات المتحدة عام 1974 رافعا يديه وملوحا بعلامة V بيديه الاثنتين وعلى وجهه أكبر ابتسامة.. بصراحة لم أفهم استخدامه للعلامة.. هل كان يقصد النصر.. علما بأنه أرغم على الاستقالة وكان الرئيس الأمريكي الوحيد في التاريخ الذي استقال. وعاد إلى داره بسبب فضيحة «ووتر جيت»؟ أم كانت بسبب انسحاب أمريكا من فيتنام؟ أو ربما كان يقصد السلام.. والعلم عند الله.


ولا يخفى على الجميع أن هناك استخدامات أخرى عديدة للإشارة، ومنها المراقبة عندما تشير إلى العينين.. شغل دبابيس.. وتشير أيضا إلى الحزب الأخضر في إيران. الشاهد هو أن بالرغم من انتشارها، إلا أنها قد تحمل بعض المعاني الغامضة جدا.

أمنيـــــة

أكيد أن اللبيب بالإشارة يفهم، وأن بعض الإشارات كالصور تساوي ألف كلمة، وفي حالة هذه الإشارة بالذات، أتمنى أن ندرك أن المعنى قد يكون مخفيا كما رأينا في أمثلة تشرتشل، وإشكول، ونيكسون.. اللهم يعطينا خيرها، ويكفينا شرها،

وهو من وراء القصد.